أكد السيد خليل جماح رئيس جمعية أصدقاء عائلات ضحايا الهجرة السرية بالمغرب أن الجمعية ستقوم برحلة إلى مدينة مالقا بالجنوب الإسباني للوقوف على الأسباب الحقيقية للحريق الذي أودي بحياة ثلاث مغاربة إلى حدود الجمعة الأخير. وقال السيد جماح في اتصال هاتفي مع التجديد إن هذه الزيارة لعين المكان، ستكون بموازاة مع توجيه رسالة إلى نزهة الشقروني الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بشؤون الجالية المغربية القاطنة بالخارج تهنئها على اعترافها بالواقعة التي ذهب ضحيتها مغاربة وتدعوها إلى ضرورة فتح تحقيق شامل يسلط الضوء على القضية من مختلف زواياها. في ذات السياق، أوضح السيد جماح أن معالجة قضية التهجير السري يجب أن تبدأ من الدوافع التي تقود المواطنين المغاربة نحو الهلاك. وذكر أن انعدام ظروف العيش الكريم بالمغرب يعد أحد الأسباب الرئيسية لتوجه فكر المغاربة نحو الديار الأوروبية. هذا التفكير يؤكد جماح أودى بحياة أكثر من 710 خلال عام 2001، في الوقت الذي لم تعلن فيه بعد إحصائيات ضحايا عام 2002. وبخصوص مسؤولية الحكومة أمام ظاهرة التهجير السري قال رئيس جمعية أصدقاء عائلات ضحايا الهجرة السرية إن مسؤولية الحكومة ثابتة في هذا المجال، مشيرا إلى أنه آن الأوان لكي تعترف الحكومة بمآسي الهجرة السرية، وتبدأ بالتالي بالتفكير في وضع استراتيجية واضحة لمحاربة الظاهرة. وأبرز السيد جماح أن المؤسستين الحكومية والتشريعية لا تعير هذه الظاهرة الخطيرة الاهتمام اللازم. في هذا السياق أكد جماح أن جمعيته التي تعنى بشؤون التهجير السري قبل المجلس الأوربي بحضورها في مختلف الندوات واللقاءات التي تهتم بظاهرة التهجير السري، في الوقت الذي لم يستطع فيه البرلمان المغربي تبني جمعيات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال أو حتى في مجالات أخرى. وقد حمل جماح المسؤولية كذلك للأحزاب السياسية التي تغيب مآسي ظاهرة الهجرة السرية عن برامجها السياسية وعن مشاريع القوانين التي تقدمها. ومعلوم أن جمعية أصدقاء عائلات ضحايا الهجرة السرية، التي يوجد مقرها بمدينة خريبكة، أكدت في عدة تصريحات أدلت بها لجريدة التجديد على ضرورة تبرير القانون المغربي لظاهرة التهجير السري حيث يمكن متابعة ومعاقبة عناصر شبكة تهريب البشر وتقديمهم للمحاكمة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجمعية المذكورة تتبنى مشروعا تربويا مهما يدعى "مشروع الأمل للمدارس" يرتكز على إبراز الجوانب الفظيعة في الهجرة السرية والمآسي التي تسببها في كل آن لتلاميذ المدارس، كما ترتكز على ترسيخ حب الوطن في نفوس الأطفال ودفعهم بالتالي إلى التشبث بوطنهم وكذا التعامل مع الجانب المعرفي في أوروبا أكثر منه الاجانب الاقتصادي المحض. يذكر أن حريقا شب بمفوضية الشرطة بمدينة مالقة الإسبانية أواخر الأسبوع الماضي ذهب ضحيته 3 مغاربة، في حين مازال أربعة آخرون في حالة خطيرة بمستشفى المدينة. وقد دعت العديد من الجمعيات الإسبانية ومعها بعض الجمعيات المغربية إلى فتح تحقيق شامل في الموضوع لبحث ملابسات الملف من مختلف جوانبه. أحمد حموش