بصوت تغلّفه بحّةُ الألم والمعاناة، اتصلتْ ب»برنامج المسهَدات والمؤرقين»، بامتياز، لتحكي، بكلماتٍ تعتصرها محنةُ امرأة مطعونةٍ حتى النخاع في أعزِّ ما تملكه المرأة: أنوثتها.. لتحكي قصتها ب«قلب جريح» ولغة حسيرة تختصر كل معاني الإحساس ب«الحكرة» والذل والاحتقار.. بعد أن تعرضتْ لأبشع أنواع الاعتداء مِن طرف مَن يُفترَض فيه أن يكون الأكثرَ حرصاً على مشاعرها: زوجُها.. وذلك في حلقة ليلة الثلاثاء/ صبيحة الأربعاء 13/01/2010 من «قلوب مفتوحة» الذي ينشّطه الإذاعي مصطفى الهردة وتبثّه مجموعة إذاعات «إم إف إم».. «قصةُ» السيدة «حياة» (من فاس) تعكس وقائعَ حياة زوجية مليئة بالمفارقات والتناقضات الصارخة التي تمثل لنموذج زواج انبنى على قواعدَ ومنطلقات غيرِ سليمة، فكان طبيعياً أن ينتهي على إيقاعات مأساوية.. عمرها 36 سنة، مطلَّقة بعد زيجة سابقة لم يُكتب لها النجاح. لديها طفلة من زواجها الأول تطلّ حاليا على العشرين من عمرها.. عندما قبلت «حياة» الزواج به كان متزوجا بسيدة أخرى ولديه معها أطفال.. بعد سنوات، تقرر الزوجة الأولى «الرحيل»، مخلفة وراءها أطفالَها وبناتها، ولم تعد تسأل عنهم أو تهتمّ لحالهم، إلى أن انقطعت بصفة نهائية عن زيارتهم أو السؤال عن أحوالهم.. تولّت «حياة» طفلتها وأطفال «ضرتها» السابقة بكل الرعاية والعطف والحنان، دون أي تمييز بينهم أو تحيّز، وفق ما تحكي في اتصالها بالبرنامج.. رُزقا بطفل وطفلة انضافا إلى «التشكيلة» ليعيش الجميع في بيت واحد، يتقاسمون تحت سقفه مرَّ الحياة وحلوها.. ثم، فجأة، بدأ طبع الزوج «الهادئ» يتغير نحو الأسوأ.. أضحى يغضب لسبب ودون سبب، والزوجة الحائرة ما تنفكّ تسائل نفسها عن دواعي هذا التغيّر الفجائي.. إلى أن كانت تلك الليلة الليلاءُ.. تزيّنتْ «حياة» وتجمّلتْ ودسّت جسدها في الفراش إلى جانب زوجها في طقس يتكرر بشكل اعتياديّ في كل مكان من العالم.. إلا أن ما وقع بعد لحظات من ذلك جعل الرؤيةَ تسودّ أمام ناظريها وتفقد زمام الأمور، بعد أن أسمعها زوجُها «قاموسا» منتقى من أبشع أنواع الشتائم والإهانات، قبل أن يبصق في وجهها ويطردها من فراش الزوجية، مصرحاً لها بأن آصرة الزواج بينهما قد «دخلت في دائرة الحرام» منذ تلك اللحظة.. لفّت الأرض ودارت تحت أقدام الزوجة التي لم تعد تشعر بما يجري حولها، وهي تنظر إلى نفسها تُهان وتُذلّ بأبشع صورة.. تناولتْ كأسا زجاجية وكسرتها، وبقطعة الزجاج بقرتْ بطنها وشرعتْ في ذبح شرايين معصمها، في مشهد درامي وضعَ نهاية تراجيدية لحياة قامت على أسس غير سليمة لتنتهي على إيقاع المأساة.. نُقلت الزوجة إلى المستشفى بين الحياة والموت.. ومنذ تلك الواقعة، والزوجان يعيشان في ما يشبه القطيعة ومصيرُ علاقتهما المحتوم ينتظر نهاية لن تكون سعيدة في كل الأحوال..