حين تتحدث سعيدة لكبير وهي فاعلة جمعوية عن الكيفية التي تصنع بها الخيمة، فإنها تتكلم عن ذلك بحميمية وبلغة شغوفة لإيصال الفكرة بكل تفاصيلها الدقيقة. وتقول إن المرأة هي من يقوم بنسج القطع والأجزاء المكونة للخيمة، وهذه الأجزاء تسميها «إفليجن» ومفرده «إفليج» أما القطعة التي تتوسطها وتربط بين الأجزاء وذات شكل مستطيل فإنها تسميها «إبريق»، وهو القسم الذي يعطي للخيمة نوعا من التوازن، أما الرجل فهو من يتكلف بكل الأجزاء التي تصنع بالخشب بما في ذلك «الحمَّار» والأوتاد والسواري. وفيما يتعلق ببناء الخيمة، فإنه يتم عبر تثبيت الأوتاد من الجوانب الأربعة وتشد بأحبال منسوجة بشعر الماعز عبر ما يطلق عليه «وتيزنزاغ». ولا تنسى لكبير وهي تتحدث عن هذه الأشياء «الركمة» وتعتبرها دليل الإبداع والجمال، وتوضح أنها توجد في أنواع النسيج كالزربية والحنبل والسماط. وتقول إن الحاجة أم الاختراع، مؤكدة أنه في الأول لم تكن سوى الخيمة وبعد ذلك تلتها عملية ابتكار أنواع متعددة أخرى. وتتدخل حجو لكبير وهي أخت سعيدة لتحكي هي الأخرى قصتها مع «الركمة» وأكناو، لكن الشيء الهام بالنسبة لها هي الرموز والأيقونات التي تبدع فيها المرأة على واجهات كل الأنواع المذكورة. وتقول «إن الخيمة تبدأ في أول الأمر بثلاث نساء ويتكون المنسج الذي تسميه ب»azettia» كتقديم ما يطلق عليه بالبياض، وهو عبارة عن دعم لعملية النسيج ويكون إما عينا من سكر أو صوف أو نقدا. وحسب التقاليد فإن لازطا روح يتم من خلاله التواصل مع النساء، بحيث يرددن لازمة في نهاية كل عملية ويعلن فيها أنهن كشفن عن عيوبهن قبل أن يكشفن عيوب أزطا، وهكذا فعملية النسيج لا تخلو من طقوس ويحترمنها ويعبرن عنها بطريقة أو بأخرى كوضع الخيوط التي ينسج بها فوق رؤوس الأطفال احتراما لهم واحتراما كذلك للعملية في حد ذاتها. وتضيف لكبيرة أن المرأة الأمازيغية لم تقف عند حدود الأعمال اليدوية بقدر ما تعطي للعملية طابعا فنيا وذلك ما جعلها تدخل «الركمة» في عملية نسج الجلباب أو البردة حتى أصبحت من بين المسائل التي يمكن أن يتباهى بها وأضحت عربون أناقة لحامليها، ولو أنها تختلف من نوع لآخر، لكنها تضفي على كل الأشياء لمسة فني. ومادام الإبداع على حد تعبير لكبير هو الخيط الناظم بين كل هذه الأمور، والمرأة هي الفاعل الأساسي في كل هذا فقد تولدت لديها فكرة تأسيس مجموعة تمارس رقصة أحيدوس خاصة بالنساء ويمكن أن تسميها أحيدوس أزطا.