اعتقلت مصالح الشرطة بمدينة فاس، في وقت مبكر من صباح يوم أمس الجمعة، عاملين من عمال النظافة، قالت المصادر إن أحدهما يتحدر من مدينة سلا، والثاني من مدينة فاس، بعدما دخلا في مواجهات عنيفة على خلفية شد وجذب بخصوص الإضراب العام الذي دعت إليه نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (موالية لحزب الاستقلال) في قطاع النظافة بالعاصمة العلمية. وأشارت المصادر إلى أن خلافات حادة نشبت بين العمال المضربين وغير المضربين، في حين اتهم عبد العزيز العزابي، القيادي في نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في تصريحات ل»المساء»، إدارة الشركة التي فوض لها قطاع النفايات في المدينة، بالاستعانة بأشخاص غرباء تم جلبهم في مدن أخرى، لإفشال الإضراب العام الذي دعت له هذه النقابة. وقال إن نقابة الاستقلاليين تقدمت بشكاية إلى وكيل الملك بابتدائية فاس تطالبه بفتح تحقيق في إقدام غرباء مدججين بأسلحة بيضاء على استفزاز المضربين عن العمل، بالسب والشتم ورفع شعارات وصفها بالساقطة. واعتبر بأن هذا الأسلوب في إفشال الإضرابات غير قانوني. وحرصت إدارة الشركة المكلفة بالقطاع على «إبراز» حضور عمال النظافة في مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة، للتأكيد على «فشل» إضراب نقابة الاتحاد العام للشغالين، فيما أكد العزابي، القيادي في نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، على أن الإضراب نجح بنسبة تقارب 100 في المائة، وللتستر على هذا «النجاح»، عمدت إدارة شركة النظافة إلى جلب عدد من العمال من مدن أخرى، حيث قضوا ليلتهم في مستودع تابع للشركة، قبل أن يقوموا في الصباح الباكر للعمل بدل العمال المضربين. وفازت شركة تدبير النظافة بصفقة التدبير المفوض في عهد العمدة السابق، حميد شباط، الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال. ويقول خصوم العمدة السابق في المدينة، إن نقابة الاتحاد العام للشغالين لم يسبق لها أن احتجت على أوضاع عمال النظافة في عهد تولي حزب الاستقلال لتدبير شؤون المدينة، ما يعني، بالنسبة لهم، بأن الدخول في الإضراب العام، في عهد العمدة الحالي، إدريس الأزمي، عن حزب العدالة والتنمية، يرمي إلى «تعقيد» وضع الملفات الحارقة التي تعاني منها العاصمة العلمية. وكان عدد من العمال في الشركة قد التحقوا في الآونة الأخيرة بنقابة الاتحاد الوطني للشغل (نقابة موالية لحزب العدالة والتنمية)، وأشاد العمدة الأزمي، في أكثر من مناسبة، بمواكبة إدارة شركة النظافة لمقاربة المجلس الجماعي الحالي، كما شاركت الشركة في حملات مفتوحة قام بها «المنتخبون الجدد» في المدينة، لإعلان الحرب على المطارح العشوائية، والنفايات المنتشرة في مختلف أحيائها. ودافع عبد العزيز العزابي، القيادي في نقابة الاستقلاليين، عن خوض الإضراب العام في القطاع، وتحدث على أن إدارة الشركة تماطلت في تنفيذ ما تمخضت عنه جلسات حوار سابقة رعتها السلطات المحلية. وطالبت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بتطبيق مقتضيات مدونة الشغل، والمساواة بين العمال، طبقا للقانون ذاته، ووضع حد لما أسمته بالاستفزازات والمضايقات التي يتعرض لها بعض العمال بسبب الاعتبارات النقابية.