في الوقت الذي أشهر «البطاقة الصفراء» في وجه شركة النقل الحضري، في اجتماع للجنة التتبع، داعيا إياها إلى تحسين خدماتها، وإعادة النظر في نظام المراقبة، أشاد عمدة فاس، في اجتماع عقده يوم الثلاثاء الماضي، بمسؤولي شركة النظافة، ب»مجهودات» الشركة، رغم أن نقابة الاتحاد العام للشغالين، التي ظلت تحتكر الفعل النقابي في الشركة، هددت بخوض إضراب عام للمطالبة بتحسين أوضاع العمال. وقالت المصادر إن رؤساء المقاطعات، الذين حضروا الاجتماع نوهوا بما يبذله عمال النظافة من مجهودات لجمع الأزبال، في أفق جعل العاصمة العلمية نموذجا للمدن النظيفة. وتزامن هذا الاجتماع مع التحاق العشرات من عمال قطاع النظافة بمدينة فاس بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية. وقرأ متتبعون هذه الخطوة بأنها محاولة للحد من هيمنة نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، في القطاع، وتجنب أي احتجاجات من شأنها أن تؤدي إلى إغراق شوارع وأحياء المدينة في الأزبال والنفايات، في ظل تصعيد بادرت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب للتلويح به في أكثر من مناسبة، وهو التصعيد الذي وصل حد اقتحام أحد مستودعات الشركة بمنطقة «باب فتوح»، مما أسفر عن إصابات في صفوف بعض العمال، وإدخال أحد مدراء الشركة المكلفة بالقطاع إلى قسم المستعجلات، على خلفية «احتكاك» بين الطرفين. ولم يسبق لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن دخلت في تصعيد مماثل، عندما كان حزب الاستقلال يسير شؤون المدينة، كما لم يسبق لها أن تحدثت عن أوضاع اجتماعية مزرية للعمال في القطاع. وبادرت، في الآونة الأخيرة، في ظل تولي حزب العدالة والتنمية تدبير الشأن المحلي، إلى إخراج ورقة الأوضاع الاجتماعية لفئات واسعة من عمال النظافة، وتحدثت عن توقيف نقابيين عن العمل. كما انتقدت سياسة التمييز في توزيع التعويضات على العاملين، ونفت أن تكون قد دخلت في هذه الاحتجاجات بخلفية سياسية، وتطرقت إلى وجود تحركات وصفتها ب»المشبوهة» لتكسير ما أسمته «الوحدة النقابية» في القطاع، قبل أن يفاجأ المتتبعون بإحداث نقابة أخرى تابعة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، حضر جمعها العام التأسيسي العشرات من العمال. وبعد ذلك بيوم واحد عقد عمدة المدينة لقاء مع إدارة الشركة، بحضور رؤساء المقاطعات، وأشاد فيه بمجهودات الشركة، بعدما كان قد اعتبر في تصريحات سابقة بأن قطاع النظافة بمدينة فاس يعتبر من القطاعات الحارقة، ومن الملفات التي تحظى بالأولوية في برنامج حزب العدالة والتنمية، وهو يتولى تدبير الشأن المحلي للعاصمة العلمية. وحاولت شركة النظافة، في الآونة الأخيرة، تكثيف حملاتها لجمع الأزبال المتراكمة في السابق، في عدد من أحياء المدينة، لكن فعاليات محلية تعتبر بأن حاوياتها المتهالكة تحتاج إلى إعادة النظر، كما أن الشركة تحتاج إلى مواكبة التوسع العمراني الذي شهدته المدينة في الآونة الأخيرة، حيث إن شاحناتها، وحاوياتها لا تصل إلى عدد من التجزئات السكنية الجديدة، مما يحول جنباتها إلى مطارح مشتتة من الأزبال، وعلاوة على ذلك، فمقاربة ولوج الأحياء العشوائية ذات الأزقة والدروب الضيقة تحتاج إلى إعادة النظر، وهو ما يفرض على الشركة المكلفة، بتنسيق مع المجلس الجماعي، تعزيز أسطولها، وتجهيزاتها، وضخ دماء جديدة في مواردها البشرية، مع تحفيز العمال الذين يواجهون متاعب يومية في ظروف صحية واجتماعية صعبة.