سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نادر الخياط: جاكسون أراد زيارة المغرب وكان يكن احتراما كبيرا للإسلام والمسلمين لحن أغنية مونديال 2006.. وكان آخر من اشتغل مع مايكل جاكسون.. ومرشح لجائزة «غرامي» العالمية
نادر الخياط، مغربي من مدينة تطوان، (37 سنة)، أصبح يمتلك شهرة كبيرة في عالم الفن والموسيقى عبر العالم، ألف عددا من الأغاني لفنانين عالميين على رأسهم «مايكل جاكسون» و«شاكيرا» و«ليدي كاكا» وغيرهم. يقول الخياط، إن «مايكل جاكسون» أعجب بأغانيه وطلب الاشتغال معه. أما علاقته ب«شاكيرا» فيؤكد نادر أنها بدأت عند نهاية حفل مونديال 2006 عندما أدت أغنية المونديال التي كانت من تأليفه. - في البداية نود أن نعرف من هو نادر الخياط، وكيف كان تعلقه بالموسيقى لأول مرة. أنا أنتمي إلى عائلة كبيرة، ولدي 9 إخوان، سبعة منهم أولاد وبنتان، أما نادر فيعتبر صغير العائلة. طبعا عندما كنا صغارا كان إعجابنا كثيرا بالموسيقى، لكن إعجابي بها كان أكثر من إخوتي، لكن مع ذلك كنا مطالبين بإتمام دراستنا والتفوق فيها، بمعنى آخر أن الموسيقى كانت مسألة ثانوية في حياتنا. لكن حبي لها جعلني أحلم بأن أكون أول موسيقي في هذا العالم وأن أقتحم هذا المجال وأبدع فيه اعتمادا طبعا على موهبتي. - كيف جاءت فكرة السفر إلى السويد؟ أولا، أنا سافرت إلى السويد من أجل إتمام الدراسة، ومن أجل التسجيل في مدرسة الموسيقى هناك، لكن بحكم تتبعي للموسيقى ومسار الفنانين الكبار، كنت ألاحظ أن الموسيقى التي كنت معجبا بها، وهي «البوب»، كلها قادمة من السويد، وكان هذا الأمر مشجعا لي، بالإضافة إلى الدراسة، لكي أسافر إلى هذا البلد. الذي حدث هو أنني فعلا أتممت دراستي الثانوية وحصلت على الباكلوريا وبعد ذلك التحقت بمدرسة الموسيقى بالسويد، وأشير هنا إلى أن دخول مدرسة الموسيقى بالسويد لم يكن سهلا حيث أذكر أنه تقدم حوالي 200 مرشح ولم يقبل منهم سوى أربعة أشخاص، كنت أنا واحدا منهم. - كيف كانت البدايات الأولى في عالم الاحتراف؟ لابد أن أذكر أنه عندما لاحظت أنه بإمكاني أن أقتحم عالم الموسيقى وأتخذها كمهنة لم أتردد في ذلك، عند ذلك قررت التوقف عن الدراسة حتى أعطي وقتي الكامل لها. طبعا في البداية اشتغلت مغنيا في إحدى الفرق الموسيقية وبقيت داخل هذه المجموعة لسنوات. بعدها اكتشفت أن ميولاتي تتجه نحو إنتاج الأغاني للفنانين أكثر من أدائها. - متى أنتجت أول ألبوم؟ عندما كنت صغيرا كنت أنتج الأغاني لنفسي، أما إنتاج الأغاني للفنانين فكان أولها سنة 1995 عندما ألفت أغنية لإحدى المجموعات الغنائية تدعى «بوبسي»، حيث اشتهرت كثيرا في الدول الاسكندينافية، وبعد ذلك اشتغلت على أغاني «الهيتس» التي اشتهرت فيما بعد على المستوى العالمي، عندما دخلت إلى سوق المنافسة مع أشهر الفنانين والمنتجين عبر العالم. - متى بدأت الاشتغال مع الفنانين العالميين؟ كان ذلك سنة 2006 عندما ألفت أغنية حفل نهاية كأس العالم، التي كانت من أداء المغنية الشهيرة «شاكيرا»، وهذا يعتبر أول عمل لي مع الفنانين الكبار، حيث لاقت هذه الأغنية نجاحا كبيرا. وأذكر أنه ترشح الآلاف من المنتجين والمؤلفين لنيل أحسن أغنية لأدائها في حفل نهاية مونديال 2006 لكن أغنيتي هي التي نالت إعجاب اللجنة، وكان هذا بمثابة حافز معنوي كبير ودفعة قوية في مساري الفني. - بعد هذه الخطوة، الأكيد أنك تلقيت عروضا من فنانين آخرين. بالفعل، فبعد الاشتغال مع الفنانة «شاكيرا»، تلقيت عددا من العروض، لكن قبل ذلك ألفت إحدى الأغاني التي نالت المرتبة الأولى في سنة 2007 بعدد من الدول الأوروبية والأمريكية، وهي أغنية «واي ناب» أدتها الفنانة «كاب ديلونا»، وهذه الشهرة جعلتني ألتقي بفنانين عالميين، كالمغني السنغالي المعروف «إيكون» الذي أسست معه شركة للإنتاج. بعد ذلك تعرفت على المغنية الأمريكية المشهورة «ليدي كاكا» التي لم تكن في السابق تربطها علاقة مع أي شركة للإنتاج، وبعد أن قدمتها ل «إيكون» ووافق على الاشتغال معها، حاولت مع «ليدي كاكا» أن أغير من نمط الموسيقى السائدة، وأبدع نوعا آخر من الموسيقى، التي سترفض فيما بعد محطات الراديو المختلفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بثها، لكنها قبلتها بعد ذلك بسبب الشهرة التي لاقتها هذه الموسيقى في أمريكا. - كيف تعرفت على «مايكل جاكسون»؟ تعرفت على «مايكل جاكسون» عن طريق صديقي «إيكون» الذي كان يشتغل مع «مايكل»، ومرة قال لي «إيكون» إن «مايكل» يريد التعرف عليك، فرحبت بهذه الفكرة، وكان أول لقاء لي ب«مايكل» في أواخر سنة 2008 حيث التقيت به في المرة الأولى عن طريق الصدفة عندما كان يريد الركوب في سيارته. - ماذا قال لك؟ قال لي إنه معجب بالأغاني التي أنتجتها وأبدى لي رغبة في الاشتغال معي. - ماذا كان رد فعلك حينها؟ طبعا وافقت لأن أي منتج يحلم بأن يشتغل مع الفنانين العالميين، فما بالك وأنت جالس مع إمبراطور الموسيقى العالمية. - كيف وجدت هذا المغني العالمي؟ من أفضل الناس الذين التقيتهم في حياتي، إذ وجدته متواضعا، رغم مكانته وشهرته العالمية. - وأين اشتغلتما؟ اشتغلنا في منزله في «لاس فيغاس» وقضيت معه شهرين ونحن نشتغل على ألبومه الجديد، وكان دائما يؤكد لي بأنه يرغب في زيارتي بالمغرب والتعرف على أهلي. - كيف تلقيت خبر وفاته؟ لما سمعت الخبر صدمت كثيرا، خصوصا أنه كان يستعد للقيام بسهرات كبرى في لندن، كما أن ألبومه الجديد لم يكن قد أشرف على الانتهاء بعد، لذلك طلب مني أن نستأنف العمل بعد الجولة التي كان من المقرر أن يقوم بها إلى انجلترا. - شاع بين الناس أن «مايكل جاكسون» مات مسلما وأنت كنت جالسته قبل وفاته. هل حدث هذا الأمر فعلا؟ في الحقيقة لم أسأله يوما عن هذا الأمر، لكن في حدود معرفتي به، كان يتعاطف كثيرا مع المسلمين ويكن لهم احتراما كبيرا، لكن قضية إسلامه بقيت غامضة. وأضيف أيضا أن «مايكل» كان إنسانا طيبا لدرجة أن طيبوبته استغلت من طرف بعض الناس من أجل كسب مزيد من المال، لذلك أطلقوا عليه مجموعة من الاتهامات التي جنت بعض الجهات من ورائها الكثير. - اذكر لنا أسماء الفنانين العالميين الذين اشتغلت معهم؟ مايكل جاكسون، إيكون، شاكيرة، واي كلوف، ليدي كاكا، إنريكي إغليسياس، وغيرها من الأسماء. وهناك أسماء كنت من وراء شهرتها، خصوصا «ليدي كاكا»، المرشحة لنيل 6 جوائز «الغرامي» لهذه السنة. - لديك شهرة عالمية، لكنك غير معروف هنا بالمغرب. بماذا تفسر ذلك؟ أنا صراحة أتأسف لهذا الأمر لأن المغرب لم يهتم بالأعمال التي أنجزها، والتي تتحدث عنها وسائل الإعلام العالمية باستثناء الإعلام المغربي، علما أنني دائما وفي جميع الحوارات أقول إنني أمثل المغرب وأفتخر بأنني مغربي. فمثلا لاحظت في صحافة السويد، حيث عشت هناك كثيرا، أنها تعطي أهمية غير مسبوقة للأعمال التي أقدمها وتتصدر صفحاتها الأولى، وتتحدث عنها بنوع من الافتخار، كما تتحدث عن لاعبها «إبراهيموفيش» الذي تتصدر أخباره الصفحات الرياضية. - هل تتابع أعمال الفنانين المغاربة؟ نعم أتابعها أحيانا. - وماذا تقول عنها؟ لدينا مواهب كثيرة، لكن الإمكانيات ضعيفة، ولا يتم تقديم المساعدات لهؤلاء الفنانين، خصوصا المبتدئين منهم. - هل فكرت يوما في العمل إلى جانب الفنانين المغاربة؟ في الحقيقة لم أفكر في الأمر بعد، لكن في المستقبل يمكن ذلك. - هل توصلت بعروض من أجل الاشتغال بالمغرب؟ من أية ناحية؟ - من حيث التأليف والإنتاج؟ كيف أتلقى عروضا ولا أحد يعرف في المغرب، لا على مستوى الفنانين ولا أيضا الصحفيين، أن هناك مغربيا مؤلفا للأغاني ومنتجا اشتغل مع كبار الفنانين العالميين، لذلك كيف يمكن أن تأتيني العروض للاشتغال بالمغرب؟ هل تعلم أن الأغاني التي أنتجها لا تتوقف في راديو «دوزيم» «وسوا» التي يستمع لهما المغاربة كثيرا، ولكن لا أحد يعلم أن مغربيا هو من ألف هذه الأغاني. - إذا قدمت لك عروض هل ستوافق عليها؟ إذا كانت في المستوى فلن أتردد. - كيف تجد نفسك بعد هذه الشهرة العالمية؟ حققت أحلامي ووصلت إلى المستوى الذي كنت أرغب في الوصول إليه منذ كنت صغيرا، وهذا جاء نتيجة مجهود كبير. وأؤكد هنا أن أي شيء يمكن أن يتحقق، وليس هناك شيء اسمه المستحيل، لكن تحقيق الأهداف يحتاج إلى الاجتهاد والتضحية. - ما هي أعمالك المقبلة؟ يمكن أن أغادر عالم الموسيقى.. - لماذا؟ إنها مسألة شخصية.. - بعد هذه الشهرة تقرر الابتعاد؟ سوف أشتغل في أمور أخرى هنا في المغرب. - مثل ماذا؟ سوف تكون هناك مشاريع خيرية لأنها بالنسبة لي أهم شيء يمكن أن يقوم به الإنسان في حياته. - ماهي الدروس التي تعلمتها خلال تجربتك، التي يمكن أن تفيد الآخرين؟ في السابق كنت أرى هؤلاء الفنانين العالميين كأنهم برج يستحيل الوصول إليه، لكن بعد مدة انقلبت الأمور وأصبحوا هم الذين ينظرون إلي بإعجاب ويولوني اهتماما خاصا، وهذه مسألة غربية اكتشفتها في حياتي. - كيف استقبلت خبر ترشحك لجائزة «غرامي»؟ استقبلتها باندهاش كبير، لسبب بسيط هو أنني استغربت مع نفسي كيف أن مغربيا من مدينة تطوان مرشح لنيل جائزة «غرامي» في أربعة تصنيفات، وهي أكبر جائزة موسيقية على مستوى العالم.