لا يزال مجموعة من سكان عمالة مقاطعة سيدي عثمان يعتمدون بشكل كبير في تنقلاتهم على "الكوتشيات"، ليس من باب الترف كما يقع في بعض المدن السياحية كما هو الحال في عاصمة النخيل مراكش، ولكن لأن الكثير من سكان هاته العمالة يضطرون إلى استعمال "الكوتشي" بسبب قلة وسائل النقل الحضري، فسيارات الأجرة والحافلات لا تسد الخصاص الكبير في وسائل النقل الحضري سواء في هذه العمالة أو المناطق المجاورة لها. وتوجد كثافة سكانية كبيرة في ابن اسميك وسيدي عثمان واسباتة ومولاي رشيد، وكان سكان هذه المناطق يتطلعون إلى أن تكون لهم الأسبقية في إنجاز الخط الثاني ل"الطرامواي"، إلا أنهم فوجئوا بأن هذا الخط لن يمر بمناطقهم، فالطرامواي وحده الذي من شأنه أن يخفف من مشكل النقل في هذه المناطق التي يجد سكانها أنفسهم مجبرين على التنقل في وسائل نقل بدائية وكأن الأمر لا يتعلق بأكبر مدينة في المغرب ولكن بقرية من قرى المغرب. ولم تكن تمر دورة من دورات المجلس الجماعي السابق دون الحديث عن المشاكل الكثيرة التي تعانيها هذه المنطقة، خاصة في الجوانب المتعلق بالشق الاجتماعي، فرغم الكثير من الإصلاحات التي عرفتها هذه المناطق في السنوات الأخيرة فإنها تبقى دون طموح الكثير من سكانها، وقال مصدر ل"المساء" في سيدي عثمان توجد أهم المرافق الاقتصادية التي تضخ ميزانية ضخمة في خزينة المجلس الجماعي، لكن ذلك لا ينعكس إيجابا على سكان هذه المنطقة التي لا تريد فقط أسواق الجملة، بل تريد أيضا حقها في النقل الجماعي وفي مشاريع ترفيهية أخرى، حتى لا يضطر سكانها إلى قطع كيلومترات طويلة من أجل الترويح عن أنفسهم. مشكل النقل لا يقتصر فقط على سيدي عثمان، بل ما يزال الكثير من سكان العاصمة الاقتصادية يستعينون بالعربات المجرورة في تحركاتهم، خاصة في المناطق المحيطية للمدينة والتي لم يتم ربطها بشبكة النقل الحضري، وترتفع أصوات من حين إلى آخر للمطالبة بتوزيع عادل في خطوط الحافلات، التي تبقى لحد الساعة غير كافية ولا تسد الخصاص الكبير الذي يعرفه هذا القطاع، ويؤكد بعض المتتبعين أن الحل الوحيد لإنقاذ هذه العينة من المواطنين هو إعادة التفكير في منظومة النقل بصفة شمولية، لأن التعويل فقط على خطوط الطرامواي التي سيتم إنجازها في المدينة في غضون السنوات المقبلة (هذا في حالة إذا ما تم الالتزام بالمشاريع التي سبق الإعلان عنها مؤخرا) لن يفي وحده بالغرض، فالأمر يحتاج معالجة شمولية لهذا القطاع يشارك فيها كل المتدخلين.