"نطالب السيد الرئيس، ومن خلالكم مجلس المدينة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه المهزلة في إطار مسؤولياتكم والثقة التي أناطكم السكان بها للحفاظ على تراث المدينة ومعالمها قبل أن تصبح سلعة تعرض على المزاد العلني تسلم لمن يدفع أكثر وتستغل في الترويج التجاري وتفقدها قيمتها التاريخية والمعنوية بالنسبة للمدينة وساكنتها"، هذا نموذج من الرسالة التي بعثها فرع حزب الاشتراكي الموحد في أنفا بمدينة الدارالبيضاء إلى العمدة عبد العزيز العماري، والتي تلخص موقف هذا الحزب في الدارالبيضاء من تغيير اسم محطة المستشفيات ل "الطرامواي" التي أصبحت تحمل منذ شهر تقريبا اسم مؤسسة بنكية. وأكد مصدر من حزب الاشتراكي الموحد بالدارالبيضاء، في تصريح ل"المساء"، أنه من غير المقعول تحويل اسم محطة ليصبح يحمل اسم شركة قروض، وقال "إننا نستنكر هذه العملية لأنها ستدخلنا في مسلسل تغيير أسماء معالم ومساحات الدارالبيضاء، التي تعد ملكا مشتركا لجميع البيضاويين، فقد أصبح مفروضا على ركاب "الطرامواي" سماع اسم المؤسسة البنكية التي أصبحت المحطة تحمل اسمها، وهذا أمر مرفوض، وإننا نطالب العمدة بالتدخل لوقف هذه العملية، خاصة أن هناك حديثا عن استمرارها، حيث من المحتمل تغيير أسماء الكثير من محطات الطرامواي"، وأضاف المتحدث ذاته، أنه كان من المفروض إطلاق أسماء مبدعين ومناضلين على أسماء الشوارع والمحطات. وأكدت الرسالة، التي تتوفر "المساء" على نسخة منها، أن الحزب اطلع باستغراب على ما أقدمت عليه الشركة بتغيير اسم محطة الطرامواي المستشفيات بشارع عبد المومن وتفويتها لإحدى شركات القروض المعروفة، حيث أصبحت تحمل إعلانات هذه الشركة ورمزها التجاري مع إبراز التسمية الجديدة التي أصبحت تسمى بها. وأضافت الرسالة: إن هذا "التفويت" ينم عن نيتة مبيتة في تفويت مواقع المدينة ومعالمها للجهات التي تدفع أكثر قصد استغلال رصيدها المشترك وتغيير معالمها التاريخية والإنسانية وهو عكس ما تنتظره ساكنة المدينة بأن تحمل هذه المحطات كما شوارعها وأزقتها أسماء بعض الأعلام من المثقفين والمبدعين وكذا المقاومين، الذين استرخصوا حياتهم من أجل الدفاع عن الوطن وحماية عزته والرفع من مكانته بين الأمم والأوطان. ومنذ تغيير اسم محطة المستشفيات والجدل يصاحب هذه العملية، حيث أثارت هذه القضية استياء بعض البيضاويين، الذين اعتبروا أنه لم يكن هناك أي مبرر لتغيير اسم هذه المحطة، حتى ولو كانت هناك مشاكل مادية هي التي أدت إلى اتخاذ هذه الخطوة، لأنه كان من المفروض التفكير في طرق أخرى بدل فرض سماع اسم هذه الشركة على ركاب الطرامواي.