تسبب الحريق الذي شب في سوق كاسباراطا، أكبر كيان اقتصادي بطنجة، في خسائر كبيرة للتجار، بعدما تضرر منه 34 متجرا بشكل متفاوت، مما دفع المتضررين إلى المطالبة بفتح تحقيق في أسباب الحريق، الذي اندلع في غمرة سعي سلطات طنجة إلى إعادة تأهيل السوق بكامله. واندلع الحريق في الجناح الخاص ببيع الملابس والأحذية المستعملة، وهو الجناح الذي كان قد خضع لإعادة بناء بعد حريق كبير شب قبل بضع سنوات، ما تسبب في خسائر متفاوتة خاصة لبعض التجار الذين استقدموا قبل وقت وجيز كميات جديدة من السلع، وحسب إحصاء رابطة السوق فإن عدد المحلات المتضررة هو 34، فيما عد الإحصاء الذي قام به ممثلو السلطة 28 محلا فقط. وتضاربت أقوال التجار حول سبب الحريق، إذ اعتبر بعضهم أن سببه تماس كهربائي ناتج عن نسيان شخص لشاحن بطاريته في مقبس الكهرباء، فيما استغرب آخرون سرعة انتشار الحريق، كون أن المتاجر جديدة، ولا تضم الكثير من المواد التي تسهل انتشار اللهب، حيث عمد معظم التجار إلى سحبها من محلاتهم قبل إعادة بنائها عقب آخر حريق، ونبه تجار آخرون إلى أن شاحنة الإطفاء تأخرت في الوصول إلى مكان الحادث، وتأخرت في التدخل حتى عند وصولها. وكان عمدة طنجة، البشير العبدلاوي، ورئيس مقاطعة السواني، أحمد الغرابي، قد انتقلا إلى مكان الحريق، واستمعا إلى شكايات التجار المطالبين بالتحقيق في الحادث وكذا بتعويضهم، علما أن هذه الواقعة تأتي في غمرة النقاش الحاد بين التجار وسلطات طنجة حول الصيغة المناسبة لإفراغ السوق وهدمه وإعادة بنائه، إذ يرفض تجار معظم الأجنحة فكرة الإفراغ إلا بعد بناء متاجر بديلة، مع المحافظة على الطابع الشعبي للسوق.