شب حريق مهول زوال يوم الخميس الماضي بسوق المتلاشيات بإنزكان حيث التهمت ألسنة الحرائق مئات الأطنان من التبن التي كانت مجاورة لسوق المتلاشيات، ونظرا للرياح القوية والحرارة المرتفعة فقد ساهم ذلك في انتقال الحرائق إلى أطراف أخرى من السوق مما صعب من مهمة مصالح الوقاية المدنية التي حلت بالمنطقة، والتي لم تتمكن في بعض اللحظات من السيطرة على الحريق بسبب غياب فوهات الحريق بالقرب من المنطقة التي اندلعت منها الحرائق إضافة إلى الرياح القوية التي صعبت المهمة، كما أن الشاحنتين اللتين تتوفر عليهما الوقاية المدنية بإنزكان لم تكونا كافيتين لمحاصرة الحريق رغم مجهود أفرادهما، مما حذا بالتجار إلى إطلاق نداء استغاثة عبر أمواج الإذاعة الجهوية «MFM SOUSS» لتظهر شاحنة جديدة قيل إنها تابعة لمطافئ مطار المسيرة. وفي هذه الأثناء صب التجار وممثلوهم النقابيون جام غضبهم على رئيس الجماعة، الذي وصفوه بأقبح النعوت مستنكرين الإهمال الذي طالهم مما تسبب في الحرائق المتكررة التي تشهدها هذه الأسواق والتي كان آخرها الحريق الذي شب في أحد أجنحة سوق الثلاثاء. كما حضر إلى عين المكان عامل عمالة إنزكان آيت ملول من أجل تفقد آثار الحرائق، ومباشرة بعد علم التجار بوصول سيارة العامل تمت محاصرته، وتجمهر عدد غفير من السكان والتجار ورفعوا بحضور العامل شعارات احتجاجية ضد المجلس البلدي مطالبين بإنهاء سياسة التماطل التي تطال ملف الأسواق، وجددوا تأكيدهم على ضرورة إخراج مشروع تأهيل الأسواق إلى حيز الوجود، كما أن حضور مستشارين جماعيين من أغلبية الرئيس زاد من حدة غضب المحتجين، مما حذا بهم إلى محاصرة العامل ولم يتمكن من مغادرة المكان إلا بمساعدة قوات الأمن وبعد محاولات للسلطة المحلية من أجل تهدئة التجار وطمأنتهم. وفيما لم تحدد بعد الأسباب الحقيقية لهذا الحريق عزا بعض التجار أسبابه إلى وجود حرائق متكررة لبعض الأزبال التي تلقى بواد سوس والتي ساهمت الرياح القوية في نقل شرارتها إلى سوق التبن المتواجد مباشرة على ضفة واد سوس. وعن الخسائر التي تسببت فيها حرائق سوق المتلاشيات فقد حصرتها بعض التقديرات الأولية في مئات الملايين في انتظار أن يتم إحصاء التجار المتضررين خاصة سوق التبن والمنطقة الجنوبية حيث تضرر أصحاب بيع الخشب بشكل كبير، والذين انتابت بعضهم حالة غضب عارمة بسبب حجم الخسائر التي تكبدوها.