شب حريق في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة بالجناح رقم 1 بسوق الثلاثاء بإنزكان، حيث أتت ألسنة النيران على أزيد من 25 محلا وفق التقديرات الأولية. وحسب شهادات متطابقة، فإن بداية اندلاع الحريق كانت على الساعة الرابعة حين لاحظ أحد الحراس عند البوابة الشمالية أن ألسنة النيران قد شبت في جزء من أحد الأغطية التي يعمد التجار إلى تغطية السلع بها، حيث كان الغطاء على مقربة من علبة توزيع الكهرباء الأمر الذي يقوي فرضية التماس الكهربائي في انتظار النتائج النهائية للتحقيق في هذه القضية. امتدت بعد ذلك النيران إلى المحلات المجاورة، وذكرت الشهادات ذاتها أن وجود سلع في الممرات بالجناح رقم واحد أجج النيران وجعلها تمتد بسرعة، كما أن انفجار قنينة غاز من الحجم الصغير كانت بعين المكان ساهم في امتداد الحريق. وذكرت الشهادات عينها أن الحريق تزامن مع ليلة الخميس، التي اعتاد التجار إدخال كميات جديدة من السلع حيث كانت الدكاكين والممرات مليئة بكميات كبيرة من السلع كما أن كون غالبيتها مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال زاد من سرعة انتشار الحريق. وأفادت المصادر ذاتها أن رجال المطافئ، الذين حضروا إلى عين المكان، وجدوا صعوبة في الدخول عبر الممرات بسبب تكدس السلع، وكذا لغياب الإنارة العمومية، فضلا عن أن مصدر المياه الذي تعتمد عليه عناصر الوقاية المدنية في مثل هذه الحالات قد تم إخفاء معالمه من طرف أحد أصحاب المحلات أثناء إجرائه إصلاحات بواجهة محله، مما اضطرت معه عناصر الوقاية المدنية إلى البحث عن مصدر آخر للماء، وهو ما أخر عملية السيطرة على الحريق فضلا عن التأخر الذي سجله بعض التجار في وصول رجال الوقاية المدنية بعد توصلهم بإشعار من طرف حراس السوق الذين كانوا أول من انتبه إلى الحريق. من جهة أخرى، شددت بعض الجمعيات الممثلة للتجار على أن تكرار هذه الحرائق التي يعرفها سوق الثلاثاء راجع بالأساس إلى الفوضى في التنظيم وتفريخ المحلات ومنح قرارات الاحتلال المؤقت داخل الممرات وفي الأماكن الحيوية داخل السوق من طرف المصالح المعنية داخل المجلس البلدي لإنزكان، كما نبهت التصريحات ذاتها إلى أن كثرة الأزبال المتواجدة على سطح هذه المحلات وعدم الاهتمام بنظافة السوق كانت من العوامل المساعدة على انتشار الحرائق، حيث يعمد التجار إلى رمي الأزبال التي هي عبارة عن أكياس بلاستيكية وعلب كارتونية فوق أسقف محلاتهم.