لقيت فتاة متزوجة، لا يتجاوز عمرها 16 سنة، صباح أول أمس، مصرعها متأثرة بحروق خطيرة أصيبت بها جراء قيامها بإضرام النار في جسدها احتجاجا على ما تتعرض له من ممارسات حاطة من الكرامة الإنسانية صادرة عن زوجها، على حد تعبير المصادر. وقالت المصادر إن مصالح الشرطة بمدينة سيدي سليمان تلقت إشعارا، صباح الجمعة المنصرمة، من مواطنين يشيرون فيه إلى وجود حريق بمنزل بحي شعبي، وصراخ وعويل تنبعث منه، حيث سارعت سيارات الإسعاف والأمن إلى مكان الحادث، وبعد إخماد النيران، شرعت عناصر الشرطة التقنية والعلمية في مباشرة تحرياتها الميدانية لمعرفة أسباب هذا الحريق الذي ألحق أضرارا بالغة بالفتاة القاصر وزوجها . وأضافت المصادر نفسها أن الضحيتين نقلا معا إلى المركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرة إلى أن الحالة الصحية للفتاة كانت متدهورة جدا نتيجة إصابتها بحروق من الدرجة الثالثة، حيث ظلت تحت العناية المركزة إلى أن فارقت الحياة في اليوم الموالي، في الوقت الذي لا يزال فيه زوجها يخضع للعلاج بالمستشفى المذكور. وأوضحت المصادر أن المحققين الأمنيين توصلوا بمعلومات موثوقة تؤكد إقدام الهالكة على الانتحار حرقا بعدما ضاقت ذرعا من تصرفات زوجها وطريقة تعامله معها والتي لا تخلو من عنف، بسبب خلافات عائلية حادة، مشيرة إلى أن الزوج حاول إنقاذ الضحية وثنيها عن الانتحار لكنه فشل في ذلك مما تسبب في إصابته هو أيضا بحروق خطيرة. وحسب المصادر ذاتها، فإن التحقيقات الأولية التي باشرتها الشرطة القضائية أكدت عدم وجود أي شبهة جنائية أو شك في القتل، وأن الضحية هي من أشعلت النار في جسدها الصغير، بعدما سكبت عليه كمية من البنزين، وهو ما يتماهى مع التصريحات التمهيدية التي أدلت بها الهالكة نفسها قبل وفاتها . وحسب معطيات مؤكدة، فإن الفتاة القاصر كانت على خلاف دائم مع زوجها منذ أن عقد عليها ب»الفاتحة»، وقبل الحادث بيوم واحد، نشبت بين الطرفين مشادات كلامية خطيرة دفعت الزوجة إلى الهروب إلى بيت والديها قبل أن يلحق بها الزوج، ويصطحبها معه بالقوة، مجبرا إياها على الرجوع إلى بيت الزوجية بدون رغبتها. وقالت المصادر إن الهالكة استشاطت غضبا من زوجها، ولم تجد إلا الانتحار حرقا سبيلا للتعبير عن معاناتها، بعدما سكبت كمية من البنزين على جسدها كان أحد أبناء الجيران قد اقتناه لفائدتها من محطة وقود متواضعة.