خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي وبداية الألفية الحالية كان الكثير من منتخبي الدارالبيضاء ينتفضون في دورات المجالس الجماعية، سواء في المجموعة الحضرية أو الجماعات الأخرى (سيدي عثمان، مولاي رشيد، اسباتة، الحي المحمدي، سيدي البرنوصي) بسبب الفرق الشاسع بين جماعاتهم ووسط مدينة الدارالبيضاء والمعاريف، فقد كانوا يؤكدون أن الاهتمام ينصب فقط على وسط المدينة والمعاريف، في حين يتم تهميش المناطق الأخرى التي توجد في الجهة الجنوبية للطريق السيار السريع. ظل هذا الكلام يتردد حتى حينما دخلت الدارالبيضاء نظام وحدة المدينة، إلا أنه عوض الانتقادات التي كانت توجه للسلطات المحلية والمنتخبة على الاهتمام بوسط المدينة، بدأت أصوات أخرى ترتفع من حين إلى آخر لتحذر من تدهور الأوضاع في هذه المنطقة، وهو الأمر الذي حدث بعد مرور سنوات قليلة على دخول المدينة نظام وحدة المدينة، فقد أصبح حال بعض المقاطعات المحيطية أحسن حالا من وسط المدينة، الذي يعيش أوضاعا كارثية تشوه بياض هذه المدينة. ويؤكد مراقبون للشأن المحلي، أنه لابد من إعادة الاعتبار لوسط مدينة الدارالبيضاء، لأنه الواجهة السياحية للمدينة وهو المركز الذي يعرف حركية تجارية كبيرة، ويضم مجموعة من المقرات الإدارية والمؤسسات البنكية، ويعرف حاليا وسط مدينة الدارالبيضاء مجموعة من المشاريع التي يبقى الهدف منها، حسب مصادر متعددة إعادة الاعتبار لوسط المدينة، ومن بين هذه المشاريع المسرح الكبير ومربد السيارات، إضافة إلى المشاريع الأخرى، خاصة إعادة هيكلة حديقة الجامعة العربية، ولكن هل بهذه المشاريع وحدها سيتصالح البيضاويون مع مركز مدينتهم؟ ورغم أن مشروع "الطرامواي" حاول أن يحسن ولو نسبيا من صورة وسط المدينة، فإن ذلك لم يكن كافيا، فالتجول في هذه المنطقة ولو لدقائق قليلة يظهر، حسب بعض المتتبعين، أن هناك مجهودا كبيرا لابد أن يبذل في هذا السياق، لاسيما في الجانب المتعلق بالنظافة والاكتظاظ، إذ أصبح المرور من شوارع هذه المنطقة مهمة مستحيلة، بل أصبح الكثير من المواطنين يتفادون استعمال السيارات في شوارع لالة الياقوت والجيش الملكي والحسن الثاني، فباستثناء أيام الأحد والعطل التي تعرف حركة أقل في وسائل النقل، فإن المرور من هذه الشوارع يتطلب "صبر أيوب"، فهل سيتم تبني إستراتيجية خاصة لوسط المدينة من قبل فريق العمدة الجديد، أم أنه سيكتفي فقط بما تم التخطيط له في زمن العمدة السابق محمد ساجد.