رغم العمل المثمر الذي قادته الدبلوماسية المغربية لدفع السويد إلى التراجع عن الاعتراف بالبوليساريو، فإن تقريرا تتوفر «المساء» على نسخة منه قدمه مسؤول سويدي إلى وزارة الخارجية ببلاده كان حاسما في تراجع ستوكهولم عن خطوة الاعتراف بجبهة البوليساريو كدولة، بعدما قدم معطيات تناقض ما يروج له اللوبي المساند لأطروحة البوليساريو في السويد.التقرير الذي أنجزه فريدريك فلورين، سفير السويد لدى تونس وليبيا، بعد جولة قادته إلى عدد من الدول، بما فيها المغرب والجزائر وموريتانيا، أوضح للحكومة السويدية أن البوليساريو لا تسيطر على الأرض ولا على السكان، وأن عدد الدول التي تعترف بها قليل. ويوضح التقرير، الذي شرع في إعداده منذ شهر أبريل الماضي، أن قضية الصحراء تعطل جزءا من التعاون الإقليمي للمغرب العربي وتعطل النمو الاقتصادي في المنطقة، داعيا حكومة السويد إلى أن تستمر في مواصلة دعم جهود الأممالمتحدة الرامية إلى تسهيل التوصل إلى حل عن طريق التفاوض. وذهب السفير السويدي في تقريره أن شروط الاعتراف بجمهورية البوليساريو غير مكتملة لأن البوليساريو لا تسيطر على الأقاليم الصحراوية ولا تسيطر على ساكنة المنطقة. وأوضح أن دولا قليلة تعترف بجبهة البوليساريو، حيث يقل عددها عن أربعين دولة، في الوقت الذي سحبت عدد من الدول اعترافها بالجبهة. وأوضح فريدريك فلورين في تقريره أن منطقة شمال إفريقيا تعرف عدم استقرار متزايد، بالإضافة إلى الهجرة المتزايدة، وهو ما يؤكد على ضرورة العمل الإضافي للأمم المتحدة وللشركاء المهتمين بوضع حد للنزاع، يضيف فلورين، الذي حث حكومة بلاده على دعم الجهود الدولية ودعم قيام الأمين العام للأمم المتحدة بمبادرة جديدة لإيجاد حل للنزاع، كما حث السفير السويدي في ختام تقريره حكومة بلاده على السعي لدعم الأطراف والمنظمات التي تسعى إلى تقريب وجهات نظر طرفي النزاع، داعيا في نفس الوقت الحكومة السويدية إلى العمل على رصد حالة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية للمغرب ومخيمات تندوف لما بات لذلك من أهمية من لدن المجتمع الدولي. ودعا السفير السويدي بلاده إلى المساهمة في دعوة المانحين الدوليين إلى ضخ مساعدات أكبر لسكان مخيمات تندوف الذين باتوا يعانون من أوضاع معيشية مزرية بسبب تراجع المساعدات الغذائية الدولية المقدمة لهم. يذكر أن السويد كانت تعتزم الاعتراف بجبهة البوليساريو، مما أدى إلى توتر سياسي مع الرباط، قبل أن تتراجع عن خطوتها بعد جهود دبلوماسية بذلها المغرب لتوضيح مغالطات تروجها الأوساط المساندة للجبهة في هذا البلد، وبعد التقرير الذي أعده السفير السويدي بعد مشاورات مع دول كبرى كالولايات المتحدةالأمريكية، فرنسا، بريطانيا وإسبانيا.