كعادته دائما لم يجد المدرب الويلزي جون طوشاك ما يبرر به تعادل فريقه الوداد أمام شباب الحسيمة بدون أهداف برسم الجولة 14 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم سوى أن يهاجم لاعبيه، وأن يعتبر أداءهم مخيبا للآمال، قبل أن يعترف بأن فريقه يعاني من مشكل حقيقي على مستوى خط الهجوم، إذ أن الفرص التي تتاح للوداد لا تستغل على نحو جيد بحسبه، مما يفوت على الفريق أهدافا محققة. قبل مباراة شباب الحسيمة لم يتردد طوشاك مرة أخرى في أن يهاجم امحمد فاخر، مدرب المنتخب المحلي، وفي أن يقول إن هناك أمورا غريبة تحدث في الدوري المغربي، ذلك أنه منذ بدء الاستعدادات لم يتمكن من الاستفادة من كل لاعبيه دفعة واحدة. وإذا كان لطوشاك بعض الحق في ما يقول بخصوص هذه النقطة، إلا أن ذلك يجب ألا يكون مبررا لطوشاك لتفسير التراجع المهول في نتائج حامل لقب البطولة والفريق الذي سيمثل المغرب في عصبة الأبطال الإفريقية. لقد باتت تصريحات طوشاط محفوظة عن ظهر قلب، بل وأصبح واضحا أنه بعد كل نتيجة سلبية سيجلد لاعبيه سواء المغاربة أو الأجانب، لكنه بطبيعة الحال لن يحمل نفسه مسؤولية تردي نتائج الفريق، فالنتائج الإيجابية يحققها طوشاك، لكن النتائج السلبية أبطالها اللاعبون، أو مبررات أخرى.. منذ جاء طوشاك إلى المغرب وتحديدا إلى فريق الوداد والمدرب الويلزي يحظى باحترام كبير من طرف الجميع، خصوصا وأنه يجر خلفه تجربة قيادة فريق ريال مدريد الإسباني، وغيره من الفرق، لذلك، كان من النادر جدا أن يوجه له النقد. منذ دورات عديدة والمدرب طوشاك يغير تشكيلة الوداد، فهو لا يستقر على حال، بل إنه إلى اليوم مازال لم يجد التشكيلة الأساسية التي ستخوض المباراة، ناهيك عن أن بعض تغييراته تأتي متأخرة أو في غير وقتها. اليوم يقول طوشاك إن الوداد يعاني على مستوى الهجوم، والسؤال لماذا وافق طوشاك إذا على بيع إيفونا للزمالك، ومن جاء بالمختار سيسي إلى الفريق ليعوض اللاعب الغابوني، بل ومن يختار اللاعبين الذين يتم انتدابهم في الوداد. إذا لم يكن طوشاك هو الذي يقوم بذلك، والظاهر أنه آخر من يعلم في موضوع الانتدابات، فهذه كارثة بالنسبة لمدرب من هذا الحجم.. ثم إذا كان طوشاك سيكتفي فقط بجلد اللاعبين عقب كل مباراة، فما هو دوره إذا، أليس المفروض فيه أن يصحح الأخطاء وأن يجد الأسلوب والتشكيلة الملائمة للفريق، خصوصا أن لا أعذار لطوشاك، فهو اليوم يمضي موسمه الثاني مع الوداد، كما أنه حامل لقب البطولة، وكان المفروض أن يظهر الوداد هذا الموسم بمستوى أفضل من الذي سبقه، لا أن يتراجع أداؤه، ويدخل مرحلة طويلة من الشك. على طوشاك أن يفهم أن الدوري المغربي له خصوصياته، وأن المدرب عندما تكون جميع الظروف متوفرة له واللاعبون يحصلون على مستحقاتهم المالية بانتظام، فعليه أن يحلق بعيدا عن الجميع، فما بالك إذا كان يقود فريقا بثقل جماهيري كبير، كما هو حال الوداد. ليس مقبولا أن يكتفي طوشاك بتقديم المبررات فقط، وليس مقبولا كذلك، أن «يدفن» بعض اللاعبين، وأن يبحث في كل مرة عن مشجب. لذلك على مسؤولي الوداد أن ينتبهوا إلى أن كل ما يقوم به طوشاك ليس «قرآننا منزلا»، حتى لا تتم مناقشته من طرف ذوي الاختصاص.