سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الناصري : لن أجر بنكيران من عنقه إلى المحاكم ولن أدافع عن إلياس العماري قال «أنا رئيس أكبر فريق في المغرب وإسألوا بودريقة لماذا لم تفعل اتفاقية التنظيم المشترك
بعد سبعة أشهر من توليه رئاسة الفريق يتحدث سعيد الناصري، في هذا الحوار الذي أجرته معه «المساء» عما حققه الفريق في هذه الفترة وعن الجمهور الذي عاد إلى مدرجات الملعب التي كان هجرها، وبالضرورة عن الضغط الذي يقع على مسؤولي الفريق ولاعبيه. الناصري قدم أيضا مبرراته حول الانتدابات التي قام بها الفريق قبل التعاقد مع المدرب طوشاك وعن «خلافه» مع هذا الأخير حول فابريس أونداما. من جانب آخر يتحدث رئيس الفريق عن عائلته، التي يقول أنها «ودادية»، بمن فيها ابنه، وعن قصة انخراطه بالفريق التي قال إنها كانت عن طريق الصدفة، كما روى ل»المساء» كيف أصبح رئيسا للفريق ومن كان وراء ذلك، وعما تبدل فيه بعد أن أصبح رئيسا لأكبر فريق في المغرب، على حد تعبيره. الناصري الذي عرف عنه خلافه مع الرئيس الأسبق، يجيب في هذا الحوار عن السؤال الحارق، هل كان الناصري يضغط على سلفه أكرم لأجل أن يصبح رئيسا للفريق؟ كما يكشف أسباب استقالة بادو الزاكي، حين كان قريبا من قيادة الفريق إلى التتويج بلقب البطولة؟ وأيضا عما دار بينه وبين المدرب الأسبق للفريق «الشريف». يتطرق الحوار كذلك لفصيل «الوينرز» الذي كان أصدر بلاغا ناريا رفض فيه أن يترشح لرئاسة الفريق أي مسير من المكتب المسير الذي قاده عبد الإله أكرم ومصدر الأموال التي تلقاها الفريق منذ أصبح رئيسا. أيضا تحدث رئيس الوداد عن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي ينتمي إليه وعن إلياس العماري وعبد الإله بنكيران وأسباب انسحاب منافسه على منصب الرئيس وسر مساندته للائحة فوزي لقجع بدلا من مساندة رئيس الوداد السابق. وسر متابعة فوزي لقجع رئيس الجامعة لمباراة الفريق ضد المغرب الفاسي وعما دار بين الرجلين عقب التصريحات التي أدلى بها رئيس الجامعة ضده. إضافة إلى حديثه عن الرجاء وعن أسباب فشل اتفاق التنظيم المشترك مع الرجاء. - توليتم رئاسة فريق الوداد قبل سبعة أشهر، هل تعتقدون أن هذه المدة كانت كافية لتبدأ نتائج عملكم في الظهور؟ أي متتبع للشأن الرياضي سيلاحظ أنه منذ مجيئنا للوداد وتسلمي لمهمة رئاسة الفريق، ونحن نحاول إخراج الفريق من الوضعية الصعبة التي كان عليها، فقد كان الفريق في حاجة إلى خطة مستعجلة لوضعه على السكة الصحيحة، وإخراجه من «عنق الزجاجة». ويمكن القول إننا تمكننا والحمد لله وبنسبة مئوية كبيرة من وضع الفريق على السكة الصحيحة، حيث عاد الجمهور بقوة لمتابعة مباريات الفريق وزرع الدفء في المدرجات، ناهيك عن أن الوداد ينافس اليوم بقوة من أجل الحصول على لقب البطولة. وبكل تأكيد فإن عملنا لن يتوقف هنا، ذلك أنه مازال هناك الكثير للقيام به، لنكون عند حسن ظن جمهور الوداد العريض، وفي مستوى الثقل التاريخي للفريق الذي يمثل مفخرة لكل المغاربة. - تحدثتم عن عودة الجمهور، لكن الجمهور لا يرى بعين الرضى تراجع نتائج الفريق خلال الجولات الأخيرة؟ هذا صحيح. فالفريق انتعش كثيرا بعد عودة الجمهور إلى مدرجات الملاعب، وهذا أمر جد ايجابي. لقد حدث ذلك تدريجيا ووفق خط تصاعدي، ولو كانت النتائج تسير في نفس الخط التصاعدي لكان الفريق يحتل مراكز جد متقدمة، لكن على أي، فبفضل هذا الحضور الجماهيري وبفضل توفر مقومات النجاح وبسبب التحام كل مكونات الوداد سنحقق نتائج إيجابية بحول الله. إنني جد متفائل بالمستقبل. - هذه العودة القوية لجمهور الوداد، ألا تشكل عليكم ضغطا كبيرا؟ الضغط هو ملح كرة القدم. وضغط الجمهور على الجميع أن يتحمله ويتعايش معه لأنه ضغط إيجابي ويعطي صورة إيجابية ورائعة عن الفريق. لذلك أتمنى أن يستمر الحضور الجماهيري بشكل دائم إن اليوم أو في المستقبل، فالجمهور يعطي الحافز للجميع ويدفع الجميع للعمل بجد أكبر، كما أن أي فريق بدون جمهور لا يساوي شيئا في المعادلة، أما أن يكون لديك فريق كبير كالوداد بجماهير كبيرة ولديه رمزية ودلالات وطنية فهذا شيء عظيم وأمر مشرف لنا جميعا، ولذلك، فرهاننا كبير أن نكون في الصدارة ليس على الصعيد الوطني فقط، ولكن أيضا على الصعيد القاري. يجب أن نتفق على أن جميع مكونات الوداد تطالب بالنتائج، ولا أحد يسأل عن المراحل التي سنمر منها لتحقيق هذه النتائج التي يطالب بها الجميع، لكن النتائج لا يمكن أن تأتي بضربة حظ، ولكنها تفرض عملا من طرف المكتب المسير، وبما أنه هو المسؤول عن وضع الظروف الملائمة لتحقيق هذه النتائج، والمسؤول عن المردودية والحالة التي عليها الفريق وصورته لدى من يتابعون الشأن الرياضي والتسييري، ومرآتنا اليوم هي جمهور الفريق والصحافة التي تتابع وتواكب، لذلك تهمنا كثيرا رؤية هؤلاء لما نقوم به من عمل، وكيف تظهر لهم الوداد، وهل هناك خلل لم نضع الأصبع عليه بعد. - بعد توليكم مسؤولية رئاسة الفريق وقبل التعاقد مع المدرب جون طوشاك، قمتم بانتداب بعض اللاعبين، أليس هذا من اختصاص الطاقم التقني وليس الرئيس؟ ليس سرا أنني لا أفقه شيئا في الشؤون التقنية، لكن مع ذلك كنت مضطرا بتشاور مع مختصين في المجال إلى انتداب بعض اللاعبين. طبعا فعلت ذلك بتشاور مع بعض التقنيين. هذه الانتدابات لم تنجح مائة في المائة، وهذا أمر وارد وطبيعي في كرة القدم، لكنني حين فعلت ذلك كنت مضطرا ولم أكن مخيرا، فالوقت كان يمضي بسرعة، ومن أجل مصلحة الفريق كان يجب التحرك سريعا وهو ما قمت به. وبغض النظر عن ذلك فإنه أنه يجب الاعتراف أنه داخل المنظومة الكروية المغربية هناك لاعبون كثر لكن لا تتوفر في أغلبهم الشروط المطلوبة في اللاعب المؤهل لحمل قميص فريق من قيمة الوداد، كما أنه في هذه الظرفية لا يمكن أن نكون لاعبين بشكل سريع، وفي الوقت نفسه من المفروض أن ننتدب لاعبين جاهزين، لأن الوداد منذ نشأته وهو ينافس على الألقاب وليس لدي الحق في أن أقول لجمهوره بعد أن تسلمت رئاسة الفريق انتظروا حتى أكون اللاعبين، لكن هذا لايمنع من القول إننا يجب أن نفتح ورش التكوين الذي يجب أن يكون شقا أساسيا ليس في الوداد فقط، ولكن في جميع الفرق الوطنية. - في كثير من المرات، كان يظهر أن هناك اختلافا في الرؤى بينك وبين المدرب طوشاك، ويمكن أن أحيلك على تصريحاته بخصوص فابريس أونداما مثلا؟ الأمر لا يتعلق بسوء فهم أو باختلاف في الرؤى، وإنما بخلط. وهذه فرصة لأوضحه، فطوشاك مدرب ذو تجربة كبيرة ومعروف على الصعيد العالمي، ودرب فرقا يقام لها ويقعد، وهو عندما جاء ليدرب الوداد لم يأت لهذا الفريق من أجل الناصري، ولكنه جاء ليدرب الوداد من أجل الوداد، وبالتالي لايمكن أن أختلف مع طوشاك أو يختلف معي، كما أنني لا أناقشه في الأمور التقنية، وإنما في أمور متعلقة بالتسيير، وبما يحتاج إليه لينجح في مهمته، بينما مهمتي ومعي المكتب المسير أن أهيئ له كل وسائل النجاح، وبطبيعة الحال لا يمكن أن أجلب له لاعبي «البلاي ستايشن»، لكنني أتعهد بأن أجلب له أفضل لاعبي البطولة، علما أنه في بعض الأحيان قد يقع بعض اللاعبين في بعض الأخطاء الفردية، أو يسقطون في فخ اللعب لفئة من الفئات، ومع التأقلم والالتحام الجماعي بتأطير من المدرب ستتحقق الأهداف ويكبر الطموح، وستكون هناك نتائج إيجابية. أما بخصوص سؤالكم حول فابريس أونداما، فلم يسبق لطوشاك أن أبدى رفضه له، لكنه كان يواجه دائما بأسئلة عنه، أما موقفه فكان واضحا وهو أن فابريس لم يخض معه أية مباراة ولم يكن جاهزا للمشاركة سواء من الناحية الإدارية أو البدنية، وهو كان مقتنعا أن فابريس يجب أن يعود للفريق بشكل تدريجي، واليوم بعد أن شارك في كأس إفريقيا وظهر بشكل جيد وأكد جاهزيته، فإن عودته من «الكان» أهلته ليشارك بشكل تدريجي، تماما كما خطط لذلك طوشاك. - هناك سؤال يطرح دائما دون أن توجد إجابة له، يتعلق الأمر بالسنة التي انخرطت فيها لأول مرة في الوداد؟ علاقتي بفريق الوداد بدأت منذ النشأة فعائلتي ودادية، كما أن ابني الذي يبلغ من العمر 18 سنة ودادي أيضا، وقد انخرطت لأول مرة في الوداد سنة 2000، ومنذ ذلك الوقت وأنا منخرط بالفريق، أي أنني من أقدم المنخرطين في المكتب المسير الحالي للوداد، أما على مستوى التسيير فقد خضت التجربة لأول مرة سنة 2010. لم أخطط لأصبح منخرطا بالوداد، لقد جاء الأمر صدفة، ذلك أنني كنت أحضر لمباريات الفريق بملعب محمد الخامس، فحدث أن طلب مني أصدقاء لي بأن أنخرط الفريق، ورحبت بالفكرة ثم أصبحت في ما بعد عضوا في المكتب المسير، على أمل أن أقدم الإضافة للوداد، لكنني تعودت على أن أقول رأيي بصراحة وأدلي برأيي و» مللي ماكتعجبنيش شي حاجة كنبعد»، دون أن أشوش أو أخلق الفتنة. - قلت إنك أصبحت منخرطا وعضوا في المكتب المسير للوداد بالصدفة، فهل أصبحت رئيسا للفريق بالصدفة أيضا؟ لقد أصبحت رئيسا للوداد بإلحاح من عدة أصدقاء ومنخرطين، ففكرة الرئاسة لم تكن تراودني بشكل نهائي، لكن إلحاح هؤلاء والوضعية التي كان عليها الفريق دفعتني لتولي مهام الرئاسة. - كنت عضوا في المكتب المسير، واليوم أنت رئيس للوداد، ما الذي تغير؟ لما كنت مسيرا لم أكن أعطي الاهتمام الذي كنت أعطيه اليوم، ذلك أنه يمكن أن أحضر يوما وأغيب أربعة أشهر، وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا لأن حمل الوداد ثقيل جدا وأطلب من الله أن يعينني عليه، خصوصا أن الأمر يتعلق بفريق له رمزية ودلالة وطنية يجب الحفاظ عليها، ناهيك أن كل مكوناته من جماهير ولاعبين وإلترات «خاص يبقاو على خاطرهم»، وهي معادلة صعبة بكل تأكيد. - عندما كنت تدلي برأيك كما تقول في ما يجري في الوداد وأنت عضو بالمكتب المسير، ألم يكن ذلك في إطار التحضير والضغط لتصبح رئيسا للفريق؟ هل كل من يعارضني اليوم يضغط ويريد أن يصبح رئيسا للوداد، لقد كنت أعبر عن رأيي بطريقة سلمية وحضارية وأقول إن هذا الأمر أو ذاك غير صائب، كما كنت أبتعد في صمت لأنني لم أكن مسؤولا عن القرارات، بخلاف ما هو عليه الأمر اليوم حيث أنني مسؤول عن القرارات. - ماهي الأمور التي لم تكن تعجبك، وترغب في تجنبها اليوم؟ أي شيء يمس بالفريق، سواء في ما يتعلق بالتسيير اليومي، أو أمور مسيئة لصورة الفريق، أو أن اللاعبين لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية أو أن إداريا أو موظفا أو مدربا أو لاعبا يدلي بتصريحات من أجل البلبلة فقط، هذه الأمور بيني وبينها خط أحمر، وأريد من الجميع أن يقدم صورة معقولة ومنضبطة عن الفريق. - في الكثير من المرات دخلت في خلاف مع الرئيس السابق عبد الإله أكرم، وكنت تغيب عن الجمع العام للفريق في أكثر من مرة، لكنك كنت تحتفظ بعضويتك في المكتب المسير؟ هذا السؤال يجب أن يطرح على الرئيس الذي سبقني( عبد الإله أكرم)، لقد كانوا يحتفظون بي من أجل الجانب المالي فقط، أنا لم أكن أعرف بالتدقيق المشاكل التي يعيشها الفريق، وحضوري كان من أجل الدعم المالي، كما أنني لم أكن أتخلى عن الفريق، فكلما طلبوا مني الدعم كانوا يجدونني في خدمة الوداد. - اتهمت بأنك كنت وراء إبعاد الزاكي عن الوداد؟ الكل يعرف قدرات الزاكي كمدرب كفؤ، بل إنني كنت سببا في عودته للوداد، وعلاقتي به هي علاقة صداقة بدون أي خلافات. - أنا أتحدث عن موسم 2010 الذي فاز فيه الوداد باللقب، ألم تكن حينها وراء إبعاده؟ الصورة حينها لم تكن واضحة، ولست أنا من أبعد الزاكي أو ضغط من أجل تحقيق هذا الأمر، بل إن الزاكي هو الذي طلب الابتعاد لأنه كانت هناك مشاكل، من قبيل وجود لاعبين لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية، وأنا سبق أن سألته فقال لي هناك مشاكل تجهلها، هذا هو الجو العام الذي كان يعيشه الفريق وكان له تأثير سلبي على نتائجه، كما أنني لم أكن وراء إبعاده، ولم يسبق لي أن شاركت في ذلك، ثم إن الزاكي،»ماكيسيفطوهش» ولكنه كان يطلب الرحيل عندما يرى أن الأمور ليست على مايرام. - تردد أيضا أنك كنت وراء جلب الشريف ليعوض طاليب الذي كان يقود الوداد في الاتجاه الصحيح؟ الله يسامح لمن قال هذا الكلام، مع احترامي للشريف كلاعب وكمدرب، لكنني لم أكن وراء جلبه، والذين جاؤوا به معروفون، وعد إلى صورة توقيع الشريف التي نشرتها الصحافة حينها، وستجد فيها الأشخاص الذين جاؤوا به، بل إنني سأقدم لك رواية مخالفة، ذلك أن الشريف جاء عندي وقال لي لماذا لاتريدني أن أصبح مدربا للوداد فأجبته، ما دمت قد جئت مرحبا بك.ما هي الوصفة التي لجأت إليها لإعادة الروح للوداد؟ الوصفة معروفة، وهي العمل من أجل الفريق ليل نهار، وأن يكون التفاعل في الأزمات والأفراح، وبلا شك سيكون الفريق في المستوى المطلوب. - قبل أن تصبح رئيسا للوداد، أصدر فصيل «الوينيرز» بلاغا ناريا رفض فيه أن يترشح لرئاسة الفريق أي مسير من المكتب المسير الذي قاده عبد الإله أكرم، لكنك في النهاية أصبحت رئيسا للفريق «الأحمر»؟ أؤكد لك أن جميع مكونات الوداد بما فيها «الوينيرز» أو الجمعيات أو المحبين، لديهم هم واحد وهو أن يكون للوداد رئيس يمضي بالفريق في الاتجاه الصحيح، ورئيس فيه شيم الحكيم العاقل وليس المتجبر المتكبر، وأي واحد فيه هذه السمات فإن جميع مكونات الوداد ستحبه وتحتضنه، وتساعده على النجاح في مهمته. اليوم هناك تجاوب مع الفريق وليس مع الشخص، فالذين أسسوا الوداد توفوا، وكل واحد سيذكره التاريخ، والمهم «نديرو حاجة مزيانة»، لا تسيء لنا ولا للفريق. - كيف وجدت الوضعية المالية للوداد؟ لايخفى على أحد أن الوضعية كانت كارثية جدا، وكان علينا أن نجد حلولا لهذه الوضعية، بجلب أموال للفريق، وهي الأموال التي يتساءل كثيرون كيف حضرت، علما أنني وحتى قبل أن أصبح رئيسا للوداد كنت أجلب له الأموال، لكنها كانت تهدر، بيد أننا اليوم نأتي بأموال لكنها تصرف على الفريق. - هل معنى ذلك أن الأموال في عهد أكرم كانت تصرف في أشياء أخرى لاعلاقة لها بالفريق؟ لا أريد العودة للماضي، لأنه كلما عدنا له نضع العراقيل أمامنا، وهذا هو التصور الذي أريد أن يقاسمني إياه الجميع، وأتمنى أن لا أسئ تصرفاتي، وأن أحافظ على صورة ورمزية للوداد، لن أبحث عن الخلافات المجانية مع اللاعبين والمدربين والمسيرين والجمهور، ولكن سأبحث عن توفير موارد مالية، حتى يكون الوداد من بين أحسن الفرق مغربيا وقاريا. - بمجرد أن أصبحت رئيسا للوداد فتحت أبواب الدعم المالي على مصراعيها، من أين جاء الناصري بهذه الأموال؟ قبل أن أكون رئيسا للوداد كنت أجلب الموارد المالية للفريق، وأيضا المستشهرين نظرا للعلاقة التي تربطني بهم، ولما قررت أن أصبح رئيسا شرحت لهم الفكرة، وقلت لهم أطلب دعمكم المادي، وقد استجابوا، كما أنني كرئيس للوداد أعطيت للفريق من مالي الخاص، لأن الوداد الفريق الذي لديه رمزية لدى جميع المغاربة يعيش لحظة صعبة شيئا ما، وأعطيت من مالي ولن أطالب غدا باسترجاع هذه الأموال، كما لن أقول إنني يجب أن أبقى رئيسا للوداد لأنني أعطيت من مالي للفريق. - لكن ألا يمكن أن نقع مرة أخرى في شخصنة الفريق، بحيث يصبح مرتبطا بالناصري وإذا غادر يعود الفريق ليعيش الأزمة، ألا يجب التفكير في إيجاد موارد قارة؟ أنا لم أجد مؤسسة قائمة الذات لها موارد مالية قارة، لكن في القريب ستكون للوداد موارد قارة، وهو الأمر الذي سنعلن عنه، وحينها سيكون بمقدور زيد أو عمر أن يقودوا الفريق. - لكن هناك من يربط هذه الموارد المالية بالانتماء الحزبي لسعيد الناصري ب»البام»؟ لا علاقة لذلك بالانتماء الحزبي، «الحزب ما عندو علاقة»، بل إنهم نبهوني إلى أنني قد أخلق إشكالية لنفسي بالنظر إلى مشاكل الكرة لكنني قبلت التحدي ونيتي صافية، وليست لي إشكالية مع أي أحد، كما أن الموارد ستكون من أصدقاء لي وبعضهم مستشهرين. - لو لم يكن الناصري عضوا في «البام» هل كان سيكون رئيسا للوداد؟ اسأل المنخرطين، فهم الذين صوتوا علي، علما أن عددهم يفوق 300 منخرط، وهذه أول مرة يصلون فيها لهذا العدد، فهل رشيتهم ليصوتوا علي، كما أنني لم أكن المرشح الوحيد، بل إن المرشح الثاني(عبد الرحيم الوزاني) انسحب، وبعد تلاوة التقرير الأدبي والمالي قال إن الأمر يتعلق ب»عصيدة حامضة» وأنه لا قبل له بذلك وسينسحب، وقد انتخبت يوم 29 وفي الغد كنت في مركب الوداد أباشر عملي. - ألم يكن تنازل المرشح الثاني في إطار صفقة للاعتراف بديون الرئيس السابق عبد الإله أكرم؟ هذا شأنه هو وليس شأني، أما بالنسبة لي ف90 بالمئة من الديون سددت، ومع انتهاء الموسم الرياضي، سننهي المشاكل المادية العالقة، على أن نبدأ الموسم المقبل في وضع مريح، دون مشاكل مع غرف النزاعات سواء في الجامعة أو»الفيفا». -- في انتخابات جامعة كرة القدم التي منحت الرئاسة لفوزي لقجع لم تساند حينها رئيس الوداد عبد الإله أكرم، وساندت لائحة لقجع، ألم يكن في الأمر تناقض؟ السبب واضح، أنا لم أحضر في جمعين عامين للوداد حتى لاأصوت على التقريرين الأدبي والمالي،وبالتالي لم يكن مقبولا أنني أبحث عن تصحيح وضع خاطئ في الوداد، وفي الوقت نفسه أتناقض مع نفسي وأحول هذا الوضع الخاطئ إلى كرة القدم المغربية من خلال الجامعة، لذلك، ساندت لقجع بقناعة تامة لأنه جاء ببرنامج يتضمن عدة نقاط إيجابية ومن بينها إصلاح الملاعب والزيادة في الدعم والتكوين، ولاحظ كيف أن لقجع وفي مرحلة قصيرة جدا، حول الوعود إلى إنجازات، فكيف لا أدعم شخصا بهذا البرنامج. - ألم تدعم لقجع في إطار حزبي؟ لا أحد يفرض علي ما أقوم به، ولا أحد يوجهني ولكنني أعمل وفق قناعاتي، فمن يمكن أن يفتي علي مع من يجب أن أصطف؟ - إلياس العماري مثلا؟ لا أعرف لماذا بعض الناس يقحمون اسم العماري في كرة القدم، لقد كان رئيسا لفريق شباب الحسيمة، وتنازل، وها أنتم تتابعون الحالة التي يوجد عليها الفريق اليوم، وأنا لا أتحدث عن الحالة المالية ولكنني أتحدث عن النتائج، لو كان إلياس العماري كما يتم تصويره فلماذا لايحتل فريقه مراتب متقدمة، ولم لا يكون هو الأول في الترتيب، هذا واقع لاأعرف لماذا يتم إغماض العيون حوله، لا أعرف لماذا هذا الربط أو الخلط. هذه فرصة لتوضح؟ لا يمكن أن أوضح، لأننا عندما سأتحدث سأبدو كما لو أننا ارتكبت جريمة. - أدلى فوزي لقجع بتصريحات مثيرة، قال في إحداها في إشارة لك كرئيس للوداد، إنه من العيب أن رئيسا لفريق بحجم كبير يوزع المال نقدا على اللاعبين في مستودع الملابس؟ فوزي لقجع رئيس للجامعة، أي الجهاز الوصي ومن حقه أن يعطي هذه الملاحظات، مثلما أنه من حقي أن أتراجع عن هذه الأمور إذا كانت، وأنا أقول أنني لم أقم بذلك وأن الأمر يتعلق بأصدقاء لي ورجال أعمال أرادوا أن يكافئوا اللاعبين. - لقد كانت رسالة لقجع موجهة لشخصكم؟ لقد جاء لقجع من أجل الإصلاح، والإصلاح يجب أن يشمل الجميع، الشخص يعرف ماذا يقول ويبحث عن الحلول. - التقيت لقجع وتحدثت معه بشأن التصريحات وتردد أنك طلبت منه توضيحات؟ لقد تحدثنا في الموضوع، وقال لي إنه أدلى بتلك التصريحات بناء على ما وصله من معطيات، فشرحت له حقيقة الأمر، فاتفقنا على أنها كانت فرصة حتى إذا كان هناك من يقوم بهذا العمل فإنه سيتجنبه. - متابعة لقجع لمباراة الوداد والمغرب الفاسي بملعب محمد الخامس، هل جاءت في سياق مجاملة منه لكم بعد تصريحاته؟ لقجع نبه لأمر يجب ألا يحدث، وحضوره لمتابعة مباراة الوداد تم لأنه رئيس للجامعة من حقه أن يأتي لأي ملعب. - لكن لو لم يكن تصريح لقجع مزعجا لكم لما التقيته قبل مباراة الوداد؟ لقجع لا يغلق الأبواب، وهو كرئيس للجامعة منفتح ونلتقي به مثلما يلتقي به آخرون، من أجل مصلحة كرة القدم المغربية ومجيئه لمباراة الوداد تم في هذا الإطار؟ - أثارت تصريحات بنكيران التي ربط فيها بين «البلطجة» ووصول رئيس جديد إلى الفريق، حفيطتكم. ما الذي يمكنكم قوله في هذا الصدد؟ بنكيران هو رئيس حكومة بلدي ولست في خصام أو في حالة تصعيد معه، هناك جامعة هي التي نعمل تحت مظلتها، ما وقع إشكال لكن بنكيران عاد ليقول إنه لم يمس بمكونات الوداد. - لكنكم راسلتم الجامعة؟ لقد قالوا إننا سنقاضيه، ثم إن هناك الكثيرين ممن يتحدثون عنا، فهل سنجرهم من أعناقهم إلى المحاكم «واش غادين نبقاو مقابلينهوم»، نحن نتساءل فقط عن هذه التصريحات لماذا قيلت، لأننا لا يمكن أن نمنع الناس من الحديث، نحن نعمل من أجل مصلحة الفريق ولا نبحث عن الشوشرة، ولانريد لجماهيرنا ولفريقنا أن يعيشوا مثل المشاكل السابقة. - هناك من قال إن صراع حزبي الأصالة والمعاصرة تحول إلى الجانب الرياضي؟ الصراع السياسي لديه أدواته ومجالاته التي يمكن أن نعبر داخلها، ولايمكن أن نقحم كرة القدم في السياسة؟ - لكن بماذا تفسر وجود رجالات السياسة بقوة في كرة القدم؟ هل هناك ما يمنعهم من ولوج الرياضة، هل هناك مرسوم أو قانون، فليصدروه نحن محبون للفريق ونسير ونضيع وقتنا لنصنع الفرحة. الرياضة لن تخدم السياسي، ولكن يمكن للسياسي أن يخدم الرياضة بعلاقاته المثمرة، وبأن يعمل ما في وسعه من أجل جلب الأموال والمستثمرين. - لكن الواقع أثبت أن هناك استغلالا للرياضة من طرف الساسة، عندما تنفي الأمر الا تحجب الشمس بالغربال؟ لا أحجب الشمس بالغربال، والسياسي لايستفيد من الرياضة، ولكن العكس صحيح، فكم من رئيس فريق ترشح للبرلمان أو الانتخابات الجماعية ولم يفز، ما يخدم السياسي هو علاقته بالسكان وعمله وصورته. - إذن هل ستترشح في الانتخابات الجماعية المقبلة بزاكورة أم بمعقل الوداد بالبيضاء؟ الجواب عن هذا السؤال أتركه للمستقبل، ذلك أنني قد أترشح بزاكورة، وقد أترشح بالبيضاء، ناهيك عن أنه من الممكن ألا أترشح أيضا. - ينتمي عدد من أعضاء المكتب المسير إلى أحزاب سياسية مختلفة، هذا التنوع هل هو ضرورة أم اختيار؟ الأعضاء المنتمون لأحزاب سياسية قلة، ولايتجاوزون الأربعة ضمن 21 عضوا، والبقية غير منتمين، لقد بحثنا عمن يمكن أن يدعم الفريق ويقدم له الإضافة في وقت عصيب. - سبق أن أعلنت أن كل عضو في المكتب المسير ملزم بدفع 100 مليون سنتيم، على أن تدفع أنت 500 مليون، مما يعني أن المكتب المسير لوحده سيوفر ملياران 600 مليون سنتيم؟ لقد وفروا ذلك وما يزيد، فعلى سبيل المثال النائب الأول غيات كان وراء التعاقد مع مستشهر يضخ سنويا 400 مليون، والبرماكي جلب لنا مستشهرا مقابل 200 مليون، أما زهير عبد الهادي، أعطى من ماله 100 مليون، بعبارة أخرى لقد وجدنا ما نريد. - كيف هي علاقتك بالرئيس السابق عبد الإله أكرم؟ علاقة جد عادية، فكما كانت مازالت. - هل تطمح لرئاسة جامعة كرة القدم؟ الطموح حق مشروع لكنني لا أطمح لذلك، أنا رئيس لأكبر فريق في المغرب، وهذا ليس في عيني فقط، لكن في عين التاريخ والمتتبعين للكرة، لم آت للوداد لأبني مستقبلي، فمستقبلي بدأ قبل 20 سنة، فأنا رجل اعمال وأعقد صفقات تجارية، كما أنني برلماني، وعضو فعال في جمعيات خيرية، هذا يعطيني المؤهلات لأسير الوداد مع كل المكونات. - طيب وكيف هي العلاقة مع الرجاء؟ أنا دائما أنظر للعلاقة مع الرجاء من زاوية الإخاء والتصالح والتنافس الشريف. - لكن اتفاقية التعاون المشترك التي أبرمتموها لم تفعل؟ اسألوا بودريقة، عن سبب عدم تفعيلها. - لكن بودريقة كان قد أصدر بلاغا أعلن فيه أنكم في الوداد تنصلتم من اتفاقية التعاون المشترك؟ التنطيم المشترك المقصود به المباريات مع الفرق الأجنبية من خلال ائتلافي الوداد والرجاء وليس مباريات البطولة، فكيف سنفعل التنظيم المشترك، هل سنقتسم المداخيل، علما أن بودريقة كان يرغب في الرفع من أثمنة التذاكر، بينما أنا أرغب في تخفيضها، في هذه الحالة سيكونون متضررين. للأسف لم نتفق، وإذا أراد مسؤولو الرجاء مرحبا فأنا مستعد من اليوم للتعاون المشترك، فنحن نتواجد في نفس المدينة، وداخل بيوتنا هناك رجاويين ووداديين، ومن المفروض أن نعمل معا بعيدا عن أي تشنج. أنا مستعد لتفعيل الاتفاقية، وإذا كان هناك من يريد أن يفعل فمرحبا. - تحدث بودريقة رئيس الرجاء، عن أرانب سباق البطولة، مما أثار غضبا وداديا؟ تصريح بودريقة لادخل لي فيه، وهو الذي يتحمل مسؤوليته، أما بالنسبة لي فالرجاء فريق كبير بتاريخ ورمزية كبيرة، ويجب أن يبقى قويا دائما ليتنافس مع جميع الفرق المغربية.