كما كان متوقعا، أصبح سعيد الناصري رئيسا لفريق الوداد الرياضي لكرة القدم، خلفا لعبد الإله أكرم الذي ترأس الفريق لسبع سنوات. وعلى عادة الجموع العامة لفريق الوداد، فإن تفاصيل الجمع العام جاءت دون مستوى تطلعات محبي هذا الفريق ومتابعيه، فقد غاب النقاش الجدي، وغاب وضع النقاط على الحروف، وحضر بالمقابل التصفيق والتهليل و»تحياحت»، في سيناريو مشابه لما كان يحدث في جموع المواسم الماضية، التي كانت تجري بسرعة البرق، بل وكان بين المنخرطين من يتدخل مطالبا بعدم تلاوة التقريرين الأدبي والمالي. اليوم، أصبح الناصري رئيسا جديدا للوداد، علما أن الناصري الذي استبدل كرسي نائب الرئيس بكرسي الرئاسة، ليس اسما جديدا على الفريق، فقد قضى سنوات عدة ضمن المكتب المسير لأكرم، كان شاهدا فيها على الكثير من المحطات، مثلما كان طرفا في خلافات مع رئيس الفريق. اليوم ستتغير الصورة، فالناصري أصبح اليوم في واجهة الأحداث، وأضحى الرجل رقم 1 في دفة تسيير الوداد، لذلك، لن تكون للرجل أية أعذار، فهو من يجب أن يضع خارطة طريق الوداد التسييرية الجديدة، وهو من يجب أن يمضي بالفريق في الاتجاه الصحيح، وهو من يجب أن تكون له رؤية وتصور واضح لما يجب أن تكون عليه الوداد، التي عاشت في السنوات السبع الأخيرة جملة من المتناقضات، فقد وصل الفريق في بعض المراحل إلى القمة، حينما فاز بلقب البطولة، وبلغ نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، مثلما نزل إلى الحضيض، وجمهوره يهجر المدرجات، ثم والفريق يعيش على إيقاع تغيير المدربين، وأيضا حينما أصبح الوداد يخوض المباريات بدون أهداف. وإذا كان الناصري باشر عمله رئيسا للوداد قبل الجمع العام، عندما تعاقد مع المدرب الويلزي جون طوشاك، وانتدب بعض اللاعبين لتعزيز صفوف الفريق، إلا أن الوداد يحتاج في المرحلة المقبلة إلى خطة لتصفية ديونه الكثيرة، وإلى سد العجز الحاصل في ميزانية الموسم الماضي، والتي تقارب المليار و600 مليون، ويحتاج إلى مصالحة مع محيطه، إذ لا يجب أن يكون هناك إقصاء لأي طرف من الأطراف داخل منظومة الوداد، كما أن حصول الناصري على رئاسة الفريق لا يعني أن التغيير قد بدأ في الوداد، لقد تغير اليوم أكرم بالناصري، في انتظار أن تثبت الأيام المقبلة أن هناك تغييرا على مستوى العقليات، وفي طريقة التدبير، وفي التفاعل مع الأحداث ومع الكثير من الوقائع، التي ستضع الرئيس الجديد على المحك. بالتوفيق للناصري والوداد