لن يحمل الجمع العام العادي لفريق الوداد البيضاوي ليوم غد الأحد أي مفاجآت، إذ سيشهد تنصيب نائب الرئيس الحالي سعيد الناصري، كرئيس للفريق خلفا لعبد الإله أكرم الذي قضى سبع سنوات على رأس الوداد. وكانت محطة يوم الأربعاء الماضي حاسمة في تحديد مصير الرئاسة بفريق الوداد، عندما رفضت المحكمة الابتدائية لعين السبع النظر في الدعوى الاستعجالية التي وضعها المرشح إدريس الشرايبي لدى وكيل الملك، إذ قضت المحكمة بعدم الاختصاص على بعد ثلاثة أيام من تاريخ انعقاد الجمع العام، ليصبح الباب مفتوحا أمام الناصري للفوز بمنصب رئيس الفريق. وبعد أن هدد الشرايبي ومساندوه، الذين تم رفض انخراطهم بالوداد من طرف أكرم، بولوج مكان الجمع العام يوم الأحد مرفقين بالوثائق التي تثبت موافقة الناصري شهر مارس الماضي على طلبات تجديد انخراطهم بالوداد، تم التراجع عن هذه الخطوة، مما يعني أن الجمع العام سيمر في هدوء على عكس ما كان متوقعا. وأكد الشرايبي العدول عن هذه الخطوة وعدم الحضور إلى الجمع العام برفقة مناصريه، لكنه طالب في المقابل بضرورة الإفراج عن بطاقات الانخراط بعد مرور الجمع. ووقع الناصري منتصف مارس الماضي على طلبات انخراط الشرايبي و32 من مسانديه عندما كان أكرم في مهمة خارج المغرب، قبل أن يقرر أكرم لاحقا اعتبار الطلبات المذكورة لاغية وأحالها على الجامعة، رغم توقيعها وختمها من قبل الناصري. وينتظر العديد من عشاق الوداد ما سيسفر عنه الجمع العام، خاصة فيما يتعلق بالتقرير المالي الذي أسال الكثير من المداد في الأسابيع الأخيرة. وسجل التقرير المالي للجمع الأخير فائضا طفيفا في مالية الوداد، بينما عاش الفريق بعدها أزمة مادية خانقة ما زالت تؤثر على الفريق. وسيكون الوداد ملزما بدفع مبالغ مهمة لعدة جهات، إذ حكمت «الفيفا» لصالح المدرب السابق للفريق، الإسباني بينيتو فلورو، بالحصول على ما يقارب 400 مليون سنتيم، إضافة إلى المدير التقني السابق رافاييل حميدي الذي يدين للفريق بما يقارب 300 مليون سنتيم، فضلا عن اتحاد جدة السعودي الذي ينتظر الحصول على 400 مليون سنتيم من الوداد في صفقة انتقال الكونغولي فابريس أونداما، ثم مصاريف التكوين التي سيدفعها الفريق لأندية وطنية بعد ضمه للاعبين شباب كوليد الكرتي من أولمبيك خريبكة وأنس الأصبحي من الرجاء وبوعزة بودن من الجيش وعمر عاطي الله من المغرب الفاسي ومحمد السعيدي من أكاديمية محمد السادس. ورغم أن الناصري لم يقدم أي برنامج لرئاسة الفريق خلال السنوات المقبلة، إلا أنه باشر عملية الانتدابات بصفته نائبا للرئيس، وتعاقد مع المدرب الويلزي جون طوشاك الذي سبق له أن درب ريال مدريد الإسباني، إلى جانب الثلاثي عبد اللطيف نصير من المغرب الفاسي وبلال أصوفي من النادي القنيطري ثم إبراهيم النقاش من الدفاع الجديدي، ويقوم بمفاوضة مجموعة من اللاعبين الآخرين قصد ضمهم إلى الفريق. 7 سبع سنوات قضاها عبد الإله أكرم كرئيس لفريق الوداد البيضاوي، استطاع خلالها أن يحرز لقب البطولة الوطنية مرة واحدة فقط كانت في موسم 2009-2010، كما وصل الوداد في عهده إلى نهائي دوري أبطال العرب في مناسبتين وخسر أمام وفاق سطيف الجزائري والترجي التونسي، كما خسر في نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي سنة 2011. 6
حصل فريق الوداد على المركز السادس في جدول ترتيب البطولة الاحترافية، وهي أسوأ رتبة احتلها الفريق في آخر ست سنوات. وجاء الوداد ثامنا في موسم 2007-2008، وبقي بعدها يتأرجح بين الرتب الأربعة الأولى. ففي موسم 2009-2010 فاز الوداد باللقب وحل ثالثا في الموسمين التاليين ثم احتل المركز الرابع في موسم 2012-2013. 11 الوداد تلقى هذا الموسم أسوأ هزيمة له في آخر 11 سنة، وكانت بالملعب الشرفي بوجدة أمام نهضة بركان بثلاثية نظيفة، علما أن آخر هزيمة له بفارق ثلاثة أهداف تلقاها الوداد تعود إلى سنة 2003 وكانت في «الديربي» أمام الرجاء. وانهزم الوداد أمام نهضة بركان بعد خسارته أمام الرجاء بهدفين دون مقابل. 34 حل فريق الوداد البيضاوي رابعا في ترتيب أفضل خط هجوم بمجموع 34 هدفا، خلف الرجاء البيضاوي الذي تصدر الترتيب بأربعين هدف، يليه فريق حسنية أكادير بمجموع 36 هدف مناصفة مع بطل الموسم المغرب التطواني. وفاز الوداد في عشر مباريات في الموسم المنقضي وتعادل 13 مرة وخسر في سبع مناسبات. أسوأ خمس محطات للوداد في الموسم الماضي هجوم مسلح على التداريب وديون تثقل كاهل النادي والفريق يحصد أسوأ هزيمة منذ 11 سنة مر فريق الوداد البيضاوي من موسم يعتبر من بين الأسوأ في تاريخه الطويل، ليس فقط على مستوى النتائج والحصيلة، لكن أيضا فيما يخص الشق المتعلق بالتسيير. ومن ضمن النقاط السوداء التي ميزت الموسم المنصرم، استمرار العزوف الجماهيري، إذ خاض الفريق معظم مبارياته داخل الميدان أمام مدرجات شبه فارغة، كما عانى الفريق كثيرا من حيث النتائج، وتلقى أكبر هزيمة له في آخر 11 سنة، بعد أن خسر بوجدة أمام نهضة بركان بثلاثة أهداف نظيفة. شهر مارس الماضي شهد أيضا تعرض اللاعبين والمدرب في إحدى الحصص التدريبية لهجوم مسلح، في سابقة خطيرة، كانت لها مجموعة من التبعات، من بينها أن كل اللاعبين الذين كانت عقودهم على مشارف نهايتها قرروا الرحيل عن الوداد كسعيد فتاح وأيوب الخاليقي ويونس الحواصي وتوفيق إجروتن. 1 -ديون ثقيلة فجرت ديون فريق الوداد أزمة بين الرئيس عبد الإله أكرم ومعارضيه، الذين هددوا باللجوء إلى القضاء للكشف عما اعتبروه «غموضا» في التقارير المالية التي مررها أكرم في الجموع العامة للوداد. وترك أكرم خلفه مجموعة من الملفات والديون العالقة في ذمة الوداد، كمشكل المدرب الإسباني بينيتو فلورو الذي كسب نزاعه مع الفريق بحكم من الاتحاد الدولي لكرة القدم وأصبح الوداد مطالبا بتسديد أكثر من 400 مليون سنتيم لفائدته، إلى جانب المدير التقني السابق رافاييل حميدي (قرابة 300 مليون سنتيم)، بالإضافة إلى مبالغ أخرى ما تزال عالقة في ذمة الفريق للاعبين مروا من الوداد، كيوسف القديوي الذي يدين للفريق بما يزيد عن 80 مليون سنتيم وجمال عليوي وخالد السقاط ويونس المنقاري الذين يدينون للفريق بما مجموعه 280 مليون سنتيم، إضافة إلى عبد الرحيم بنكجان. ولم يعالج الوداد بعد مشكل انتقال الكونغولي فابريس أونداما من اتحاد جدة السعودي إلى الوداد، إذ سيكون على الفريق «الأحمر» دفع ما يناهز 400 مليون سنتيم. وسيكون على الوداد أيضا دفع مصاريف التكوين للفرق التي جلب منها مجموعة من اللاعبين الشباب، إذ ضم وليد الكرتي من أولمبيك خريبكة وبوعزة بودن من الجيش الملكي ومحمد السعيدي من أكاديمية محمد السادس وياسين عثمان من شباب المحمدية وأنس الأصبحي من الرجاء. 2 -عزوف جماهيري للموسم الثاني على التوالي، قرر فصيل إلترا «الوينرز» مقاطعة مباريات الوداد بمركب محمد الخامس، كشكل من الاحتجاج على الرئيس عبد الإله أكرم. وتأثرت مالية الفريق بغياب الجمهور عن جل مباريات الفريق بالدارالبيضاء، بينما سجل «الوينرز» حضورا بارزا في مباريات الوداد خارج مدينة الدارالبيضاء. وشكل العزوف الجماهيري الواضح نقطة أخرى سوداء في موسم الوداد، حيث غاب الدفء عن مدرجات الملعب، وبدا كما لو أن الوداد يخوض مباريات تدريبية بمركب محمد الخامس. وبدأت مقاطعة جماهير الوداد لمباريات الفريق بالبيضاء منذ العاشر من مارس من عام 2013، أي منذ هزيمة الفريق أمام نهضة بركان بهدف لصفر في موسم 2012-2013، واستمرت المقاطعة إلى غاية الموسم الأخير، خاصة في النصف الثاني من الموسم بعد رحيل عبد الرحيم طاليب والتعاقد مع مصطفى الشريف. 3 -هجوم مسلح عاش لاعبو وطاقم فريق الوداد البيضاوي في إحدى أيام شهر مارس الماضي حوالي 20 دقيقة من الرعب، بعد أن اقتحم المئات من الأشخاص الملثمين مركب محمد بنجلون قبل انطلاق الحصة التدريبية التي كان الفريق ينوي القيام بها استعدادا لمباراة أولمبيك آسفي في الدورة الثانية والعشرين من البطولة الاحترافية. اقتحم أشخاص ملثمون مدججون بالأسلحة البيضاء أبواب مركب بنجلون وتسلق البعض الآخر من فوق أسوار الملعب، واعتدوا على لاعبي الوداد وعلى المدرب مصطفى الشريف، الذي طرحوه أرضا وأشهروا في وجهه سكينا من الحجم الكبير. وتعرض جل لاعبي الوداد إلى اعتداء لفظي وجسدي، كما تم تكسير واجهات سياراتهم وسُرقت هواتفهم النقالة، كما تم تهشيم زجاج مستودعات الملابس وإتلاف مجموعة من المرافق. واضطر عدد من لاعبي ومسيري الفريق إلى الفرار من أجل الحفاظ على سلامتهم، بينما تم الاعتداء بالخصوص على اللاعب ياسين لكحل، الذي تعرض لإصابة في الرأس والوجه، تم نقله على إثرها إلى مصحة الزرقطوني بالدارالبيضاء، كما تعرض المدرب الشريف للضرب والسب. 4 -أكبر هزيمة في 11 سنة من أبرز النقاط السلبية التي ميزت موسم الوداد، تلقيه لخسارة ثقيلة هي الأولى له منذ 11 سنة بالضبط. وتلقى الفريق في الموسم الأخير خسارة بالملعب الشرفي بوجدة أمام نهضة بركان بثلاثية نظيفة، علما أن آخر هزيمة بفارق ثلاثة أهداف تلقاها الوداد تعود إلى سنة 2003 وكانت في «الديربي» أمام الرجاء. خسارة الوداد بثلاثية تحت قيادة المدرب مصطفى الشريف زادت الأمور تعقيدا وجاءت بعد أسبوع فقط من الهزيمة في مباراة «الديربي» أمام الرجاء بهدفين لصفر. وما زاد من غضب الجمهور، تسرب معلومات بعد المباراة أشارت إلى عدم اكتراث لاعبي الفريق للنتيجة الثقيلة وانخراطهم في موجة من الضحك بحافلة الفريق. 5 -هروب جماعي للاعبين ساهم الوضع المكهرب داخل الفريق في «هروب» مجموعة من اللاعبين بعد انتهاء عقودهم، رافضين البقاء في الوداد. وبعد الهجوم المسلح الذي استهدف اللاعبين بمركب بنجلون شهر مارس الماضي، قرر عدد من اللاعبين مغادرة الفريق، وهكذا التحق سعيد فتاح بالرجاء بعد نهاية عقده مع الوداد، كما قرر يونس الحواصي وتوفيق إجروتن الالتحاق بالجيش الملكي، كما سيرحل الظهير الأيمن أيوب الخاليقي صوب وجهة أخرى، إضافة إلى لاعبين آخرين عبروا عن رغبتهم في مغادرة الفريق «الأحمر» رغم أن عقودهم لم تنته بعد، خاصة أن عددا كبيرا منهم ينتظر التوصل بمستحقاته المادية العالقة بما في ذلك أجزاء من منح التوقيع.