يبدو أن الدوري الاحترافي سيعرف منعرجا جديدا عند العديد من الفرق ، ولعل الصحوة الكبيرة للوداد ، واستعادة الجيش بعضا من توازن مفقود ، والانتفاضة الملحوظة للفتح ..مؤشرات تجعل العناوين الكبرى للدوري غير واضحة ، ومصير بعض الأندية يلفه الغموض . يظهر أن فريف الوداد البيضاوي يسير في خط تصاعدي ، ويتسلق المراتب في صمت ، وفي غياب الدعم الجماهيري ، ولعل فوزه على نهضة بركان في الأنفاس الأخيرة مؤشر قوي على أن الفريق الأحمر ماض نحو تأكيد ذاته ، كما أن رصيده من النقط ، وأسلوبه التكتيكي ، والأداء التقني للاعبين ، معطيات تجعل من الوداد أحد المنافسين بقوة على لقب الدوري ، في حين فهزيمة النهضة البركانية لن تقلل من قيمة هذا الفريق الذي ترك انطباعا مشرفا ، والذي مازال يحتل مركزا آمنا وسط الترتيب . قمة أسفل الترتيب ، والتي جمعت الجمعية السلاوية والجيش الملكي آلت نتيجتها لفائدة العسكريين ، وهذا الفوز الثاني من نوعه للجيش ، والأول منذ عودة الطاوسي ، قد يعي بعضا من توازن هذا الفريق الذي فقد الكثير من مقوماته ، وأضحى من المعذبين فوق خريطة الترتيب . وإذا كانت نتيجة هذه المباراة التي عرفت أحداث شغب بين جماهير الفريقين خارج مدرجات الملعب قد أنعشت العسكريين ، فإنها بالمقابل زادت من تأزيم وضعية الفريق السلاوي الذي بات لزاما عليه تصحيح مساره قبل الدخول المبكر في قوقعة الحسابات الضيقة ، حيث يحتل الصف ما قبل الأخير برصيد سبع نقط . وخلال مباراة رتيبة جمعت الفتح الرباطي وأولمبيك آسفي ، والتي كان مستواها التقني ضعيفا بشهادة المتتبعين ، وبشهادة المدرب جمال السلامي الذي اعترف بأن فريقه لعب أسوأ مباراة وانتصر ، فيما ظهر في مباريات عديدة بصورة أفضل ولم يفز ، خلال هذه المحطة حقق فريق الفتح الأهم ، وعزز الرصيد ، وارتقى درجات ، وأضحى يتطلع إلى الصفوف الأمامية ، فيما تجمد رصيد أولمبيك آسفي في 11 نقطة ، وهو رصيد يدعو إلى تصحيح الوضع . تعادل جديد يسجله متصدر الترتيب المغرب التطواني أمام المغرب الفاسي ،وهو التعادل الخامس للتطوانيين مقابل خمسة انتصارات ، وهزيمة واحدة ، وبذلك يكون هذا الفريق المتنافس على اللقب قد سجل تراجعا واضحا على مستوى النتائج ، رغم أنه يلعب بطريقة هجومية ، وبعطاءات تقنية مميزة ، ورغم أن نتيجة التعادل منطقية ، وموضوعية ، فإنها لاتخدم مصالح الفريقين معا ، خصوصا الماص المعذب في أسفل الترتيب برصيد ثماني نقط ، والذي يصارع الإعصارات من كل الجهات ، فهل من منقذ . فريق النادي القنيطري عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال ويوقع هزيمة جديدة بالوداد الفاسي ، وهي نتيجة على قدر ما دفعت بالكاك نحو الصفوف الآمنة ، برصيد محترم 17 نقطة ، بقدر ما أزمت وضعية الواف في الصف الأخير بست نقط ، وبذلك يصبح هذا الفريق الذي اعتاد كل موسم أن يصارع مخالب النزول ، أول المهددين ، ولعل الأزمة المادية التي يعيشها دفعت به مبكرا نحو مصير مجهول . وبملعب الحارثي لم يقو فريق الكوكب على تسجيل التفوق ، بل أرغم على التعادل أمام أولمبيك آسفي الذي لعب بنهج دفاعي صرف ، وهو أسلوب لا يساهم في تطوير اللعبة ، ولا يساعد على تحسين أداء اللاعبين ، ولعل اكتفاء الفريق الخريبكي بتسجيل سبعة أهداف فقط ، واستقبال شباكه مثلها دليل على أن المدرب فؤاد الصحابي يؤمن بأسلوبي الحيطة والحذر ، عكس الاطار الشاب هشام الدميعي الذي يسجل عليه اختياره النهج الهجومي ، واعتماد السرعة في الأداء ، حيث وقع خط هجومه 14 هدفا ، ودخلت مرماه 11 هدفا ويحتل الصف الثاني إلى جانب الوداد برصيد 19 نقطة . النتائج الوداد البيضاوي - نهضة بركان 3 - 2 جمعية سلا - الجيش الملكي 1 - 2 الفتح الرياضي - أولمبيك آسفي 1 - 0 النادي القنيطري - الوداد الفاسي 1 - 0 ك.المراكشي - أولمبيك خريبكة 0 - 0 المغرب الفاسي - المغرب التطواني 1 - 1 الثلاثاء ملعب الانبعاث بأكادير (الثالثة بعد الظهر) حسنية أكادير - الرجاء البيضاوي.