في البداية يؤكد محمد الحواثي أن الإفراز المهبلي الذي يخرج من جدار المهبل يكون عبارة عن ماء ينمو داخله نوع من البكتيريا يعيش داخل المهبل بصورة مسالمة، وهذا الإفراز المهبلي له أهمية كبرى لأنه يقوم بحماية المهبل وتنظيفه من الخلايا الميتة والبكتيريا، وهذه الإفرازات تختلف حسب الدورة الطمثية، حيث تكون أثناء الأسبوع الأول بعد الدورة قليلة جدا، ثم تزداد كميتها قبل الدورة الطمثية. كيف يكون الدش المهبلي مضرا؟ الأسباب التي قد تؤدي إلى حصول تغيرات يختل معها توازن الكائنات الدقيقة الطبيعية الموجودة في المهبل، يحددها الحواتي في استخدام الدش المهبلي. ويشرح ذلك قائلا: «قد تهيج المواد الكيماوية في الدش المهبلي المهبل، وتغير التوازن الطبيعي للكائنات الدقيقة فيه، وبالتالي فليس من الضروري للحفاظ على نظافة الجسم استخدام الدش المهبلي والصابون المعطر، فتنظيف المهبل بالماء مع التجفيف الجيد يحافظ على تلك المنطقة نظيفة وسالمة». إفرازات طبيعية أم مرضية بخصوص الفرق الكائن بين الإفرازات الطبيعية والمرضية، يؤكد الدكتور الحواتي أن الإفرازات الطبيعية تكون بيضاء اللون أو شفافة، عديمة الرائحة ولا تسبب أي حكة. أما الإفرازات المرضية فيسهل تشخيصها سريريا، فقد يكون لون الإفرازات أبيض اللون (مثل الحليب الرائب) بدون رائحة، كما يكون جدار المهبل ملتهبا، ويتم تشخيص هذه الحالة بكونها إصابة بالالتهابات الفطرية المهبلية. وهي لا تستدعي علاج الزوج أيضا لأن هذا المرض لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي . بالنسبة للداء المهبلي البكتيري فإن التشخيص يحتاج إلى وجود الأمور التالية: إفراز متجانس أبيض غالبا ما يغطي جدران المهبل، وتكون رائحته كرائحة السمك، لكنه لا يؤثر على الزوج لأنه لا ينتقل عبر الاتصال الجنسي. إفراز ذي لون أصفر أو أخضر فقاعي مصحوب برائحة كريهة، وهو ما يعني أن المرأة مصابة بطفيل «التريكوميناس»، وهذا النوع ينتقل إلى الرجال لكن دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، ومع ذلك فمن الممكن أن ينقلوا العدوى إلى النساء، وهو ما يستدعي علاج الزوج بنفس علاج الزوجة وفي آن واحد، وذلك للتخلص من الطفيليات، كما ينصح بعدم الاتصال الجنسي إلى حين الشفاء التام. طرق العلاج علاج الإفرازات المرضية سهل وبسيط، ولا يستدعي الخوف، ويمكن التخلص منها عن طريق كريم طبي وملبسات طبية وأقراص يتم تناولها لمدة تتراوح بين أسبوع و10 أيام. وبهذا الخصوص يؤكد الدكتور الحواثي أن طفيل «التريكوميناس» هو طفيل معد، ولذلك يجب على الزوجين في مرحلة العلاج تجنب العلاقة الجنسية بدون استعمال عازل طبي، مؤكدا أنه إذا لاحظ الطبيب المشرف على العلاج أن الإفرازات المرضية تصيب المرأة بشكل دوري فإنه يطالبها بإجراء فحص سريري والقيام في ال«الفروتي»، أو بقراءة الإفرازات بالمختبر لتحديد نوع الميكروب، وأيضا القيام بتحليل للدم.