في سابقة من نوعها، تم تفكيك عصابة متخصصة في سرقة الفيلات بالأحياء الراقية بالدارالبيضاء، تقوم بتغيير مفاتيح المنازل وتزوير فواتير الماء والكهرباء وأوراق الضريبة، والنصب على المواطنين الراغبين في الشراء أو الكراء، بإيهامهم أنهم أصحاب تلك الشقق والفيلات، حيث يتم بيعها واستلام أموال طائلة مستغلين غياب ملاكها الحقيقيين. وحسب ما أكدته مصادر أمنية، فإن تفكيك العصابة تم بعدما توصلت دائرة القدس، التابعة للمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي في الدارالبيضاء، بمعلومات مفادها بأن شخصين مشكوكا في أمرهما يقومان بمحاولات لفتح باب أحد المنازل بحي القدس، فتم تتبع خطواتهما. كما تم، حسب المصادر نفسها، ضبطهما متلبسين بسرقة شقة بحي القدس كانا يقومان بنزع أقفالها وتعويضها بأقفال أخرى كي يتحكمان في المنازل المسروقة على أنها في ملكيتهما. المصادر ذاتها أوضحت أن المتهمين يقومان باستعمال أدوات حديدية خاصة تساعدهما في كسر الأقفال ودخول الفيلات والشقق الفخمة، التي يكون أصحابها مقيمين بالخارج بالأحياء الراقية في العاصمة الاقتصادية. وليس هذا فحسب، بل يساعدهما في ذلك حسب اعترافاتهما أمام عناصر الشرطة القضائية، مسن بالغ من العمر 75 سنة يدعى «الحاج» يقوم بدخول العمارات أو الفيلات ويأخذ أوراق الكهرباء أو أوراق الضريبة، ويقوم بتزويرها عن طريق سكانير، فتصبح الأوراق باسمه، وعن طريقها يقوم بالنصب على المواطنين الراغبين، إما في شراء تلك الشقق أو كرائها عن طريق «الرهن»، حيث يتسلم تسبيقا قدره 40 مليون سنتيم. الشخصان اللذان ألقي القبض عليهما اعترفا بالمنسوب إليهما، ويتعلق الأمر ب (ع. ب) من مواليد 1971، وب( ع. ش) من مواليد 1997. هذا الأخير يشتغل عونا تقنيا متخصصا. وقد اعترف المتهمان بسرقة شقتين في البرنوصي والثالثة بصدد بيعها، كما اعترفا بسرقة ثلاث شقق بحي مولاي رشيد في الدارالبيضاء، باعاها وتسلما ثمنها، وأيضا فيلتين بحي بنجدية وأخريين بحي كاليفورنيا. المتهمان تمت إحالتهما على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في اقتراف السرقات الموصوفة المقرونة بجناية، والمساهمة والنصب والتزوير واستعماله. أما الرجل المسن والعقل المدبر فلا يزال هاربا.