تسود حالة من الهلع وسط سكان بعض المناطق القروية التابعة لإقليم سيدي سليمان، بعد تسجيل وفاة مواطن بداء الكلب إثر تعرضه لهجوم من طرف كلب «مسعور»، ولجوء بعض السكان إلى مكتب حفظ الصحة للحصول على اللقاح بعدما صرحوا بتعرضهم لهجوم من طرف كلاب ضالة. وحسب مصادر مطلعة، شهد مكتب حفظ الصحة، خلال الأيام الأخيرة، تدفق مواطنين من بعض المناطق القروية، وعلى رأسها جماعة «أولاد بنحمادي» التي كان يقطن بها الشخص المتوفى، بيد أن المكتب يعاني من نفاد مخزون اللقاحات. وأوردت مصادرنا أن رئيس بلدية سيدي سليمان لجأ إلى معهد باستور للحصول على 80 علبة لسد الخصاص، غير أن ارتفاع عدد الخاضعين للقاح واضطرار المصالح المختصة لإجراء عملية تلقيح في المحيط القريب من مكان وفاة الشخص الذي أصيب بداء الكلب عجل بنفاد المخزون. من جهته، أكد طارق العروسي، مندوب وزارة الصحة بإقليم سيدي سليمان، في تصريح ل»المساء»، أن المصالح المركزية للوزارة أخبرت المندوبية بحالة الوفاة، حيث قامت الأخيرة بإجراء بحث ومراقبة وبائية في المنطقة التي كان يقطن بها. وأضاف: «بعد إجراء البحث الوبائي، قمنا بتلقيح الأشخاص الذين كانوا على علاقة بالشخص المتوفى وقمنا بالتكفل بهم بتنسيق مع الجهات المختصة والسلطات المحلية»، ومشيرا إلى أن «إحدى الحالات التي ترقد حاليا في المستشفى لا علاقة لها بهذا الشخص، وبأنها تعرضت في وقت سابق لعضة كلب مجهول لا يعرف إن كان مصابا بالسعار لكنها خضعت للتلقيح، ووجودها في المستشفى مرتبط فقط بتعفن جرح أصيبت به». من جهتها، أكدت مصادر من داخل الجماعة الحضرية لسيدي سليمان أن قسم حفظ الصحة يواجه إشكالا حقيقيا بسبب نفاد المخزون ولجوء عدد من المواطنين للحصول على اللقاح، علما أن هذه المصلحة لا تتوفر على طبيب وتسيرها ممرضة تغطي تراب أزيد من 11 جماعة. وأوردت المصادر ذاتها أن مكتب حفظ الصحة، الذي دأب على التوصل بمساهمة مجموعة من الجماعات لاقتناء لقاح داء الكلب من معهد «باستور» لم يتوصل بالمخزون الكافي من اللقاحات، فيما طالب مواطنون بتدخل الجهات المختصة للقيام بعملية قتل الكلاب الضالة التي تنتشر بشكل يهدد سلامة السكان.