ويبلغ معدل الإصابة بالسعار لدى الإنسان بالمغرب 22 حالة سنويا، 85 في المائة منها تحدث نتيجة التعرض لعضة كلب، مقابل 416 حالة سعار لدى الحيوان. وقال عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، إن "السعار يعد من الأمراض المميتة، إذ ما إن تظهر أعراضه السريرية، حتى يكون مصير المصاب الموت، لتخطيه مرحلة مقاومة احتضان الفيروس بواسطة اللقاحات المكافحة". وتحدث المنزهي عن تسجيل 19 حالة إصابة بداء السعار سنة 2010، مقابل 17 سنة 2009، بينما شهدت السنة الجارية تسجيل 6 حالات. وأبرز المسؤول الصحي أن الكلاب الضالة تأتي على رأس قائمة الحيوانات المتسببة في المرض بالمغرب، تليها القطط والأحصنة والأبقار، ثم أنواع أخرى من الحيوانات، وشدد على أهمية الوقاية، عبر التوجه لدى المصالح الصحية المختصة، سواء في معهد باستور، بالدارالبيضاء، أو مصالح حفظ الصحة، التابعة للجماعات المحلية، لأخذ اللقاحات المقاومة للداء، مباشرة بعد التعرض لعضة كلب ضال أو أي حيوان آخر، دون انتظار ظهور أي أعراض مرضية. وأكد المنزهي أن مكافحة الداء في المغرب مرتبطة بتدخل مصالح وزارتي الداخلية والفلاحة، والجماعات المحلية، ليأتي دور وزارة الصحة، لاحقا، لتوفير العلاجات الطبية. يجدر الذكر أن عدد الكلاب الضالة في المغرب يقدر بمليوني كلب، تنتشر في المدن كما في القرى، دون بلوغ أي نتيجة ملموسة في مقاومتها. من جهته كشف عبد الرحمان بلمامون، المشرف على برنامج محاربة داء الكلب بمديرية الأوبئة بوزارة الصحة، خلال اللقاء الثالث لمكتب خبراء داء الكلب في القارة الإفريقية، الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء، أخيرا، أن ظهور حالات الإصابة بداء الكلب تهم جميع المدن المغربية، باستثناء الأقاليم الصحراوية، حيث لا وجود للكلاب الضالة. وأبرز بلمامون أن سكان العالم القروي أكثر تعرضا للإصابة بالسعار، إذ تتسبب الكلاب الضالة في 77 في المائة من الإصابات، 33 في المائة منها ناتجة عن عضة في اليد، و27 في المائة تكون في الرأس والعنق. وأوضح الاختصاصي أن جل الوفيات الناتجة عن السعار في المغرب تحدث بسبب تأخر المصابين في أخذ اللقاحات المضادة، مباشرة بعد تعرضهم لعضة أو خدوش من حيوانات مسعورة، أو لرفضهم إتمام البرنامج البروتوكولي للقاحات، الذي يؤخذ يجرعات متفرقة يحدد موعدها الطبيب. وشدد الخبراء الأجانب، الذين شاركوا في لقاء "أفروريب" الثالث، على أن داء الكلب قاتل، يؤدي إلى وفاة شخص واحد كل 10 دقائق، ووفاة 55 ألف شخص سنويا عبر العالم، كما يهدد أزيد من 3.3 ملايير نسمة من السكان عبر العالم. وخلص المشاركون إلى أن التلقيح ضد الداء استباقيا، وتجنب الحيوانات الضالة، والاتصال المباشر بالمصالح الصحية المختصة في الجماعات المحلية لأخذ اللقاحات المضادة، تعد أحسن وسيلة للوقاية.