أصيب مجموعة من العمال والعاملات بالمنطقة الصناعية الأولى بالمحمدية، أول أمس الاثنين، بأعراض عصبية ونفسية خطيرة أدت إلى إغماء 17 عاملة وعامل، سقطوا تباعا داخل وخارج إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الملابس الجاهزة، أمام ذهول باقي العمال والعاملات والمارة. وهو ما جعل مسؤولي الشركة يضطرون إلى استدعاء فقيه ل(صرع) أحد العمال المصابين. وعلمت «المساء» من بعض العاملات أن تلك الأعراض المرضية والإغماءات التي استنفرت كل الأجهزة الأمنية المحلية والوقاية المدنية ومندوبية الصحة، كانت بسبب أعمال السحر والشعوذة التي تعمد إليها بعضهن لقضاء مصلحة أو النيل من شخص ما، مؤكدين أن تلك الوصفات السحرية يكون لها وقع خطير خلال أيام عاشوراء. وأن إحداهن أصيبت (تسحرات) داخل المعمل الذي يضم تسعين عاملا وعاملة، وأنهم فزعوا وبدؤوا يتعرضوا لنفس ما وقع لها، وبعد ارتفاع عدد المصابين بتلك الأعراض بين صفوف العاملات اللواتي بدأن يتساقطن تباعا، هرع العمال والعاملات إلى خارج المعمل حيث سقطت مجموعة أخرى وانضافت إليها مجموعة من العاملات بمعمل بالجوار. وأنه تم نقل كل المصابين (17 عاملة وعامل) بالتناوب على متن سيارتي إسعاف تابعتين للوقاية المدنية، إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله حيث تلقوا الإسعافات الأولية، وغادروا المستشفى بعد دقائق في اتجاه مقرات عملهم حيث تركوا بعض حاجياتهم، قبل أن ينصرفوا إلى منازلهم. وقال الدكتور محمد البوزيدي، رئيس خلية ضحايا العنف ضد النساء والأطفال بالمستشفى إن الضحايا أصيبوا بحالات فزع جماعية أدت إلى انهيارات عصبية، جعلتهم في وضع يشبه حالات الإغماء، وإنه تم إسعاف المصابين عن طريق منحهم بعض الأدوية والحقن اللازمة، أعادت توازنهم، ونفى أن تكون الإغماءات بسبب استنشاقهم لبعض المواد الكيماوية أو تسممات غذائية. من جهته أوضح مسؤول بالشركة التي عاشت الواقعة أنه عند فترة الاستراحة الغدائية، بدأت إحدى العاملات تصرخ وتتلفظ بكلمات غريبة عن السحر والشعوذة، وتؤكد أن المكان (مسحور)، تبعتها عاملة أخرى وثالثة، ثم بعدها بدأت العاملات تصاب بحالات الإغماء مما جعل باقي العمال بالشركة وخصوصا النساء يتعرضن لنفس (الهستيريا العصبية) ويتساقطن تباعا، ومنهن من هرعن إلى خارج المعمل وسقطن مغشيا عليهن، موضحا أن عاملات من خارج المعمل تعرضن لنفس الحادث بمجرد رؤيتهن للعاملات يصرخن وينطقن كلمات غريبة ويسقطن. وأضاف أنه تم استقدام فقيه ل(يصرع) العامل الوحيد الذي تعرض ضمن العاملات للإغماء. وأن العامل وبعد أن دخل مع الفقيه في حوار ساخن، تغير صوته ونادى عن اسم (عبد الإله) محذرا إياه من أن (نادية) هي التي سحرت المكان وتهدف إلى طرده من المصنع. وتابع المسؤول (لدينا عامل اسمه عبد الإله ولدينا أزيد من خمس عاملات باسم نادية).