يبدو أن «بريد المغرب» لا شيء سيوقفه عن تنويع أنشطته البنكية بعدما أشرت الحكومة مؤخرا على إحداث البنك البريدي «البريد بنك»، حيث طلب الإذن من الحكومة كذلك من أجل التأشير على مساهمته في رأسمال شركة المساهمة «جيدة» عن طريق إعادة شراء أسهم من صندوق الايداع والتدبير الذي يملك حصة 45 في المائة من رأسمال «جيدة»، وهو ما وافقت عليه الحكومة بإصدار مرسوم وزاري نشر خلال الأسبوع الماضي بالجريدة الرسمية . وتندرج هذه المساهمة في إطار استراتيجية «بريد المغرب» الرامية إلى ترسيخ وجوده في قطاع التمويلات الصغرى، بحسب المرسوم الوزاري الذي وقعه وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار بالعطف، مشيرا إلى أن رأسمال شركة المساهمة «جيدة» يبلغ 300 مليون درهم ويتمثل نشاطها في تمويل مؤسسات السلفات الصغرى بالمغرب بغرض محاربة الفقر وتمكين ذوي الدخل المحدود من الولوج إلى التمويل . ولن يقتصر نشاط «بريد المغرب» على المساهمة في رأسمال الصندوق المغربي لإعادة تمويل جمعيات القروض الصغرى المعروف باسم «جيدة»، بل سيضع رهن إشارتها وسائل وموارد من شأنها المساهمة في تحسين الخدمات التي تقدمها شركة «جيدة» لجمعيات السلفات الصغرى في إطار مهمة تمويل مشاريع سكان القرى والسكان الذين لا تشملهم خدمات النظام المالي وذلك بمنحهم تمويلات مهيكلة تتلاءم مع وضعيتهم، ويعتزم «بريد المغرب» كذلك من خلال «البريد بنك» تقديم منتجات مكملة للسلفات الصغرى لفائدة جمعيات متخصصة في القروض الصغرى وللزبناء المستفيدين من خلال التحويلات والنقد الالكتروني والارساليات والبريد وغيرها من الخدمات البريدية، ويبين مخطط أعمال شركة المساهمة «جيدة» بأن الناتج الصافي البنكي والنتيجة الصافية المتوقعين للفترة ما بين 2009 و2011 سيسجلان معدل نمو سنوي سيصل متوسطه على التوالي إلى 75 و128 في المائة . يشار إلى أن قطاع السلفات الصغرى بالمغرب حقق تقدما مهما منذ 2005، إذ بلغ الارتفاع 114 في المائة بالنسبة إلى عدد الزبناء النشيطين و26 في المائة بالنسبة إلى المبلغ الإجمالي للقروض وحوالي 162 في المائة بالنسبة إلى العدد الإجمالي للمستخدمين، بحسب إحصائيات الفيدرالية الوطنية لجمعيات القروض الصغرى والتي تضم 12 جمعية، وتراهن على بلوغ 5 ملايين مستفيد من السلفات الصغرى في أفق 2012، وكان طارق السجلماسي، رئيس الفيدرالية، أوضح مؤخرا أن استهداف 5 ملايين مستفيد «أمر ضروري»، وأنه إضافة إلى سكان ضواحي المدن الكبرى فإن 14 إلى 15 مليون شخص من سكان الوسط القروي يستفيدون من القروض الصغرى، مؤكدا أن المغرب يوجد في مقدمة بلدان العالم في مجال القروض الصغرى، إذ أن القطاع يمنح النساء نسبة أعلى من القروض, ويمثل الوسط القروي 40 في المائة, والوسط الحضري النسبة الباقية، وتبلغ نسبة النساء المستفيدات من السلفات المقترحة 66 في المائة.