ماذا لو فكر الاتحاد الدولي الفيفا في توجيه دعوة شرفية إلى فريق برشلونة من أجل المشاركة في كأس العالم خلال الصيف القادم بجنوب إفريقيا؟ دعونا نفكر فقط. أن يشارك فريق برشلونة في كأس العالم بجنوب إفريقيا خلال الصيف القادم، فذلك يعني أن اللقب العالمي لن تحلم به عناصر الصامبا البرازيلية أو الماكينات الألمانية أو حتى الآتزوري الإيطالية، ولن تتحقق أحلام الإسبان في معانقة أول لقب عالمي، كما لن يشفع تعهد مارادونا بتجاوز المستوى الباهت لعناصر التانغو الأرجنتيني في تخطي الأدوار الأولى. أن يشارك فريق برشلونة في كأس العالم بجنوب إفريقيا فذلك يعني أن اللقب السابع للفريق الكاطالوني مضمون بنسبة 1000 في المائة، وهو سيسقط التكلف عن كثيرين ويجلب منافع ويدرأ مفاسد عن العالم، بلغة أهل الفقه، ستفوز قارات العالم الثلاث بكأس العالم، فالبارصا فريق بجنسيات عابرة للقارات، يقوده مدرب شاب كان يخفي الصدقات على المعوزين والمحتاجين، مقابل أشخاص انتحلوا صفة الأسود كانوا يسارعون إلى التقاط الصور مع المعجبات وقرع كؤوس ملؤها مشروبات روحية بدل كؤوس الألقاب، منتخب حققت جامعته أكبر رقم قياسي في التاريخ بتعاقدها مع أربعة مدربين دفعة واحدة. أن يشارك فريق برشلونة في كأس العالم فذلك يعني أن مدريد ستقاطع عناصر المنتظم الدولي الكروية، فهذا أكبر دعم شعبي دولي سيكون لطروحات كطالونيا المستقلة، لأنها تملك اليوم أقوى آلة دعائية بتوفرها على أجمل ما قدمته كرة القدم إلى العالم، وسننعم بالسخرية حد التشفي في الجار الشمالي الذي سخر منا كثيرا في قضايا متعددة، بدءا من دعمه اللامشروط لمعارك خصومنا ووصولا إلى كشفه عورات دبلوماسية غبية نملكها في عصر يوتوب وتويتر والفايس بوك، كيف لا نسخر حينها من الجار الشمالي وهو سيخسر أكبر دعائمه لصالح دولة البارصا «العربية» الشقيقة. أن يشارك فريق البارصا في كأس العالم فذلك يعني أنه سيضمن لآلاف الجماهير المغربية فريقا تشجعه حد الخصام والحرب الشعبية، وتراهن عليه للظفر المؤكد بكأس العالم بدلا من منتخب انقرض منذ زمن كانت فيه عناصره تسمى أسود الأطلس، وبدلا من منتخبات عربية فاشلة إلا في معارك هامشية تمزق ما تبقى من رقعة رثة اسمها العالم العربي، وبدلا من منتخب شقيق جار لنا يخطط حكامه لجعل مشاركته في المونديال معركة دبلوماسية جديدة لدعم الانفصال ومرتزقة البوليساريو. جمة هي المنافع التي سيجنيها العالم من مشاركة البارصا في كأس العالم بجنوب إفريقيا، فهي ستجنب حفنة جماهير غبية تشجيع فريق في صفوفه ميسي، أحسن لاعب في العالم وأول أرجنتيني يفوز باللقب، في بلد رزقه الله موهبة ميسي الذي يهاجمونه بقلة الوطنية. طبعا، هم لهم العذر في ما فعلوه.. ليسوا مثلنا على كل حال، فلاعبوهم لا يرفضون دعوة حمل القميص الوطني، وإن أخفوا ذلك وحضروا فليس من أجل ملاهي مراكش وبناء المراقص في المدن الساحلية. لهم العذر فهم لا يعرفون معنى أن ينسب إليك العالم إنجاب موهبة فذة اسمها ميسي، لكن لا عذر لهم في جعل رئيس البرازيل يحشر أنفه ويسخر بدوره من ميسي وموهبته الكروية، فجماهير مثل هذه أولى لها أن تشارك بمنتخب بدون ميسي، ذاق طعم العلقم بغيابه في ملعب كطالونيا قبل أسبوع فقط. ستضمن مشاركة البارصا للفريق الفرنسي رفع العتب والحرج لأنه لن يلعب في صفوفه لاعب غشاش اسمه تيري هنري، وستتغنى فرنسا بدفاعها عن قيم الحرية والمساواة من جديد بعدما لطختها لمسة يد هنري الشهيرة ضد إيرلندا، ستنعم جماهير بلد السويد بمشاركة نجمها المدلل إبراهوموفيتش، سترضى منتخبات العالم بقدرها وتقول: من يستطيع أن يلعب مثل البارصا أو يفوز على البارصا وهو صاحب ستة ألقاب في عام الواحد؟