بعد سبع سنوات على مناظرة الرياضة، التي نظمتها وزارة الشبيبة والرياضة على عهد الوزيرة نوال المتوكل، والتي كشفت عن حقيقة الرياضة المغربية بعد أن اختارت رسالة الملك ألا تتحدث وقتها لغة الخشب، بل فضحت كل المستور وهي تتحدث عن الارتزاق والتبذير وسوء التدبير، عشنا اليوم مع إنجازات رياضية غير مسبوقة انطلقت بذهبية بطولة العالم في الملاكمة التي فاز بها البطل ربيعي، وتوالت مع فوز الفريق المغربي بكأس دانون لكرة القدم، لأول مرة في تاريخه. وهي الكأس التي تضاهي في قيمتها لدى هؤلاء الأطفال، بطولة كأس العالم. وفي نفس اليوم فاز المنتخب المغربي للمحليين على نظيره التونسي في عقر الدار ليؤكد صحوته وأحقيته بالمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين في رواندا 2016، ويطرد نحس العقدة التونسية، بعد أن كان قد سحق منتخب ليبيا برباعية نظيفة. هي نتائج متتالية عشناها مع الرياضة المغربية في أكتوبر من سنة 2015. وهي نتائج تحققت دون أن تكون في الحسبان. فالربيعي لم يكن رهانا للملاكمة المغربية لكي تصل به إلى العالمية. بل إن كل الأمل كان هو أن يضمن عدد من الملاكمين المغاربة مشاركة أولمبية لريو دي جانيرو 2016. كما أن أطفال كأس دانون، الذين شاركوا في أكثر من محطة، لم يكن الكثيرون يراهنون على تفوقهم. غير أن كل هذا الإنجاز، الذي كنا في حاجة له، لا يجب أن يكون تلك الشجرة التي تخفي الغابة. وغابة الرياضة المغربية اليوم بأغصان عالية بعضها صام عن التتويج والألقاب، كما هو حال رياضة ألعاب القوى التي ظلت طريقنا نحو منصات التتويج منذ افتتح عويطة ونوال الطريق. وكما هو حال كرة القدم المغربية على مستوى المنتخب الأول، الذي ظل يغادر كل محطات كأس أمم إفريقيا منذ الدور الأول. أما نهائيات كأس العالم فنغيب عنها منذ عشرين سنة بالتمام والكمال. أما حينما يتعلق الأمر بالمشاركات الإفريقية، فكثيرا ما تغادر فرقنا الأدوار الأولى.أما حلم التتويج الإفريقي فقد افتقدته كرة القدم المغربية لعقود. وما دام الشيء بالشيء يذكر، فقد حان الوقت، ونحن نسعد بهذه الانجازات التي تحققت اليوم والتي لا نريد أن نعتبرها مجرد صدفة أو ضربة حظ، لكي نفتح سيرة المشاركة المغربية في دورة الألعاب الأولمبية، التي لم تعد تفصلنا عنها غير بضعة شهور. وهي مدة غير كافية لكي تستعد لها رياضتنا بما يلزم. ولا بد أن نطرح السؤال مع اللجنة الأولمبية عن حظوظنا في الأولمبياد، وعن الأبطال الذين تراهن عليهم الرياضة المغربية للصعود إلى منصة التتويج، وعن الإمكانيات التي رصدت لإعداد هؤلاء. نخشى أن تتحول كل هذه الأفراح التي رافقت تتويج الربيعي بالذهب العالمي، وصاحبت إنجاز أطفال كأس دانون، إلى أحزان حينما يتساقط أبطالنا في البرازيل صيف السنة المقبلة. وقتها سنعود جميعا للبكاء والنحيب ونحن نتذكر مناظرة الرياضة في 2008 ورسالة الملك بفقراتها الصريحة. بقي فقط أن نتمنى، والرياضة المغربية تستعد لأولمبياد البرازيل، أن تحافظ على الأقل على نظافتها ولا تسقط في المحظور كما حدث في لندن منذ أربع سنوات. قد يكون هذا الأمر إنجازا هو كل ما تبقى لنا.