«صمت له كلام « ينطبق بالحرف على ما فعله محمد ربيعي في بطولة العالم للملاكمة وهي يقود العلم المغربي بقفازيه الحمراوتين إلى نهائي كأس العالم للملاكمة بالدوحةالقطرية. يشتغل ربيعي منذ سنوات في صمت. قاوم كل الصعاب لبلوغ مجد عالميّ، فكان له المراد. في يناير الماضي، تم اختيار ربيعي ليكون ضمن المنتخب المغربي الذي سيمثل المغرب في بطولة السلسلة العالمية للملاكمة. كان الشاب كتوما بجسم رياضي عظيم، لكن حيائه كان البارز في ملامح وجهه وهو يقدم لممثلي الإعلام الوطني والدولي. تسلق ربيعي المراتب بامتياز ليحقق الفوز تلو الآخر، ويفوز بجدارة واستحقاق ببطاقة بلوغ اولمبياد ريو دي جانيرو البرازيل 2016. لم يكن أمل ربيعي مقرونا بحمل تذكرة دخول تراب البرازيل بل كان يفكر في لقب شخصي، فجاء المراد بعدما بات بطل أفريقيا في وزن 69 كلغ، ويحصل على تذكرة ثانية تقوده إلى بطولة العالم في قطر. دخل ربيعي بطولة العالم بثوب ملاكم شاب. أكثر المتفائلين لم يكن يتصور أن هذا الشاب الكتوم، سيمكنه بلوغ نهائي بطولة العالم إلا شخصان فقط هما مدربه الحاج الغزواني، ومدربه الحالي الكوبي روجاس سكوت داغوبيربو ، الذي تم تعيينه في يناير من عام 2014 مدربا للمنتخب الوطني للملاكمة. ربيعي الذي جرب رفع وإعداد التيفوات والتغني بالموشحات كلما تنقل إلى المركب الرياضي محمد الخامس يستعد إلى إعادة فصل الربيع إلى الملاكمة المغربية التي غابت عن التتويج خلال سنوات عجاف. ربيعي، الذي يتفاءل بقميص الرجاء بحكم أنه أحد محبي الفريق الأخضر وانتماءه إلى فصيل غرين بويز الفصيل المساند لفريق الرجاء، يستعد الخميس ليكون أول مغربي وأفريقي وعربي يحمل ذهبية في بطولة العالم للملاكمة. منذ اليوم والمغاربة جميعهم يرفعون أكف الضراعة طالبين من العلي القدير أن يساعد ربيعي في النهائي أمام المصنف رقم واحد عالميا الكازاخستاني دانيار يليسنوف. الخميس المقبل، سيكون يوما عظيما عند المغاربة لرؤية بطل مغربي شاب قادم من زقاق سيدي مومن بالدار البيضاء إلى الدوحة بهدف واحد وهو إهداء المغرب ذهبا غاليا في منافسة نبيلة يعشقها الملايين. ربيعي سعيد بإنجازه بل إنه عوض أن ينشر صوره الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي من «الفاسبوك» إلى «الواتساب»، فضل أن يكون العلم المغربي هو اللبنة الأساس في جميع صوره. ربيعي يعيد ويكرر أنه سيكون في الموعد خلال اللقاء النهائي حيث يراوده حلم التتويج عالميا ورفع الراية المغربية خفاقة في هذا المحفل الدولي. ربيعي يؤكد، أن بلوغه النهائي لم يأت من باب الصدفة أو ضربة حظ، وإنما جاء كثمرة لمجهودات متواصلة، قد تضفي إلى إعلانه يوم الخميس بطلا للعالم في وزن 69 كلغ للملاكمة.