دعا مشاركون في ندوة حول السياحة والبيئة عقدت مؤخرا في طنجة، إلى التسيير المعقلن للطاقة، بما في ذلك الماء والكهرباء والوقود، بغية الحفاظ على نظافة المناخ، وذلك بتزامن مع انعقاد القمة العالمية حول تغيير المناخ بكوبنهاغن. وحث المشاركون في هذه الندوة، التي عقدت من طرف مهنيي قطاع السياحة والفندقة ومهنيي الصناعة التقليدية، بدعوة من معهد التكنولوجيا الفندقية والسياحية بطنجة، إلى ضرورة إعطاء الأهمية القصوى لمجال البيئة من أجل تشجيع سياحة المستقبل، وتدبير حكامة جيدة للطاقة مما سيساهم في خلق سياحة أقل كلفة وأكثر حفاظا على البيئة. وقال بيان للمؤتمرين إنه «وعيا من العاملين في مجال السياحة والفندقة بالأهمية القصوى التي يحظى بها مجال البيئة اليوم، و بغية تحسيس مهنيي قطاع الفندقة والسياحة بهذا الموضوع، ولا سيما ما يتعلق بالتدبير المعقلن للطاقة، فإن تنظيم هذه الندوة كان ضروريا من أجل تبادل الخبرات بين العاملين في القطاع السياحي والصناعة داخل المغرب، وبين عدد من الخبراء والفاعلين في المجال السياحي بأوروبا». وقال صلاح شكور، مدير معهد التكنولوجيا الفندقية والسياحية بطنجة، إن هذه الندوة، التي حضرها مهنيون وممثلو جمعيات الفندقة والسياحة ومدراء ومرشدون ووكلاء أسفار وأرباب النقل السياحي وطلبة، تأتي في إطار التعاون الذي يجمع بين المغرب وبين المجموعة السياحية الفرنسية «فالوني»، وهو تعاون يشمل تنظيم لقاءات ومناظرات ودورات تكوينية لفائدة طلبة وأطر المعاهد الفندقية والسياحية بالمغرب. ونشط هذا المؤتمر الخبير السياحي البلجيكي «فانسان استيمانس»، والذي قدم تدخلا تطرق إلى عدة محاور، مثل سياحة الغد واستعمال الإنارة الاقتصادية وإعادة استعمال المياه بعد تصفيتها وفرز النفايات حسب الصنف. وقدم استيمانس عرضا حول بحث ميداني قام بإنجازه مؤخرا، والذي شمل عينة من الفنادق البلجيكية المصنفة بين نجمة واحدة وخمسة نجوم ببروكسيل، سواء من خلال ملء استمارات أو عن طريق الزيارات المباشرة، و هو بحث أظهر وجود تصاعد في استهلاك الطاقة مما زاد في حجم التلوث، حسب تصنيفات الفنادق ونوعية الطاقة المستعملة. ودعا الخبير البلجيكي إلى استعمال الإنارة الاقتصادية وإعادة استعمال المياه بعد تصفيتها وإصلاح التسربات والحد من استعمال الماء الساخن بالحمامات وفرز النفايات حسب الصنف. وأشار استيمانس إلى أن العاملين في القطاع السياحي يدركون مدى أهمية المساهمة في الحفاظ على جودة البيئة والوقاية من التلوث، ودعا إلى استخدام بدائل طاقية مثل الطاقة الشمسية والطاقة الهوائية والطاقات المتجددة، ودعا إلى الاستثمار في السياحة القروية وفي المؤسسات السياحية الصغرى «لأن دولارا في الريف يعود بالنفع على المواطنين أكثر من 10 دولارات مستثمرة في المدن»، يقول استيمانس. وأضاف أن اللجوء إلى الاستعانة بالتخصص في الميدان البيئي هو الحل الأنسب لإنجاز البحوث والدراسات المعمقة من أجل توفير أجواء نظيفة خالية من التلوث، خصوصا في المناطق الساحلية.