اسمها نعمة، شابة مغربية من طنجة، قررت قبل بضعة أسابيع أن تقوم بأول بادرة في التاريخ الموريسكي المغربي، وهي أن تطالب بحقوقها كحفيدة موريسكية. تتحدر نعمة من عائلة مولين الأندلسية من جانب أمها، وتقول إن نسبها الأندلسي الموريسكي يمتد إلى شجرة ثلاث عائلات، هي، بالإضافة إلى مولين، عائلة فنيش، وعائلة حكم، أحفاد الأمير الحكم بن هشام. في الماضي كانت هذه المبادرات تأخذ طابعا جماعيا، وهناك مطالب تقدمت بها جمعيات أو هيئات مغربية وغير مغربية من أجل مطالبة الدولة الإسبانية، المسؤولة المعنوية عن معاناة الموريسكيين، بالاعتذار وتقديم تعويض معنوي لأحفاد الموريسكيين، يتمثل في معاملتهم بشكل تفضيلي، مثل حقهم في الحصول على الجنسية الإسبانية مثلا، أسوة بالمعاملة التي يتلقاها اليهود «السفارديم» الأندلسيين، الذين كانوا يعيشون في كنف الدولة الأندلسية المسلمة، والذين تم الاعتذار لهم رسميا من جانب العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس. راسلت نعمة إلى حد الآن عددا من جمعيات حقوق الإنسان بمنطقة الأندلس جنوبإسبانيا، وعلى الرغم من أنها لم تتلق ردا إلى حد الآن، فهي تؤكد عزمها على السير في مشوارها هذا حتى النهاية. «لا يعقل أن يعاني أجدادنا تلك الأهوال الرهيبة، ويتعرضون للطرد بوسائل أقل ما يقال عنها إنها همجية، ومع ذلك نظل نحن أحفادهم، غارقين في صمتنا. سيكون هذا عارا على جبيننا إلى الأبد». مؤخرا وضعت نعمة قضيتها أمام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة، ووعد مسؤولو الجمعية بدراسة قضيتها على المستوى الوطني، كما راسلت منظمة العفو الدولية حول نفس الموضوع، وتقول إنها لم تتلق ردا من المنظمة إلى حد الآن. كان موضوع النسب الموريسكي لنعمة يشغلها باستمرار منذ أن سمعت من جدها لأول مرة حديثه عن أصولهم الأندلسية، غير أنها لم تكن تدري أي السبل ستسلك للمطالبة بحقها، وعندما أصبحت تتوفر على وثائق تؤكد نسبها الموريسكي، لم تتأخر في اعتبار قضيتها قضية عادلة، واقتنعت بأن السكون الطويل الذي خيم على الأسر الموريسكية في المغرب، يجب أن ينتهي عاجلا أم آجلا. «لا يمكن لشيء أن يتحقق من دون الدعم الإعلامي، وقضيتي، وهي قضيتنا جميعا، يجب أن تتحول إلى قضية رأي عام». تقول نعمة. اتصلت نعمة بالمؤرخ المغربي مولاي علي الريسوني، الذي يلعب حاليا دورا كبيرا في تجميع شتات الأندلسيين المغاربة، ووعدوها بكثير من التشجيع. ويقوم الريسوني حاليا، بالتنسيق مع عدد من الجمعيات والهيئات المغربية والإسبانية المهتمة بالتأريخ لشتات الموريسكي، وإعداد لائحة بأسماء العائلات الموريسكية المغربية، من أجل تقديمها إلى السلطات الإسبانية كمحاولة لإلقاءالضوء على قضية كبيرة جدا، لكنها لم تحظ بحقها من الاهتمام.