دق مهنيون متخصصون في إنتاج اللحوم الحمراء ناقوس الخطر بخصوص لحوم أبقار غير صالحة للاستهلاك تنتشر بالأسواق الواقعة بضواحي الدارالبيضاء، وأوضح محمد جبلي، رئيس الجمعية الجهوية لمنتجي اللحوم الحمراء بالدارالبيضاء، في تصريح خاص ل«المساء»، أن أبقارا تقتات على مواد طبية سامة ملقاة بمطرح النفايات بمديونة توجه إلى الاستهلاك بالأسواق المحيطة بمدينة الدارالبيضاء. وأكد جبلي أن أصحاب الأبقار المذكورة يعمدون إلى توجيهها إلى تلك الأسواق من أجل بيعها بعد تنظيفها بشكل جيد لإيهام الجزارين بأنها أبقار عادية تمت تربيتها في ظروف طبيعية، مضيفا أن مطرح النفايات بمديونة يضم مئات رؤوس الأغنام والأبقار التي تتغذى على النفايات الطبية السامة، بقايا المواد الكيماوية، ويتم توجيهها نحو المستهلك في ظل غياب الرقابة من طرف السلطات المختصة. وكشف المصدر ذاته عن انتشار مجموعة من الأوبئة منها اللسان الأزرق وأمراض أخرى تسببت في نفوق عشرات الرؤوس بالمطرح المذكور، مضيفا أن جمعيته التي تضم منتجي اللحوم الحمراء تتخوف من انتقال العدوى إلى مزارعها القريبة، والتي من شأنها أن تكبد المربين خسائر مالية فادحة مع الانتشار الذي يعرفه مرض اللسان الأزرق. واستغرب المصدر نفسه وجود مئات الرؤوس من الأغنام والأبقار داخل مطرح النفايات بمديونة دون أن تتدخل السلطات المحلية أو السلطات الصحية ممثلة في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، رغم علم الجميع بخطورة النفايات الطبية والمواد الكيماوية التي توجد بالمطرح المذكور، داعيا في الوقت ذاته إلى التدخل من أجل وضع حد لهذا النشاط الذي يمكن أن يشكل خطورة كبيرة على صحة المستهلك المغربي إذا ما أصيبت الحيوانات بتسممات وأمراض وتم بيع لحومها إلى المستهلك بالأسواق الأسبوعية المنتشرة بضواحي مدينة الدارالبيضاء. وتأتي هذه التطورات بعد أن استنفر مرض غامض، ظهر على قطيع الأغنام بعدد من مناطق البلاد وتسبب في نفوق عشرات رؤوس الأغنام، مصالح مكتب السلامة الصحية التي قامت بأخذ عينات من جثث الأغنام النافقة. وأوضح مصدر طبي أن السلطات الطبية البيطرية تتخوف من مرض معدي يمكن أن ينتشر بين القطيع الوطني ويفتك به، مضيفا أنها قامت بعمليات مراقبة لجثث الحيوانات النافقة من أجل محاولة تحديد طبيعة المرض الذي فتك بالقطيع بعدة مناطق، وخاصة بقصبة تادلة، وأكدت إصابتها بمرض اللسان الأزرق القاتل.