استكملت محافظة موقعي بناصا وتاموسيدا، مؤخرا، الأشغال التي شرعت فيها منذ شهور لترميم وصيانة جزء من الساحة العمومية الرومانية لموقع «بناصا» الأثري، وهي الأشغال التي تعتبر الأولى من نوعها بهذه المدينة خلال عهد الاستقلال، بعد العمليات المحدودة التي واكبت الحفريات الأركيولوجية الأولى بالموقع ما بين 1930 و1956. وقال رشيد أغربي، محافظ الموقع، إن أوراش الصيانة التي خضعت لها «بناصا» تهدف أساسا إلى رد الاعتبار للبنايات الأثرية للموقع وتقديم معالمه للزائرين وفق الشروط المتعارف عليها في مجال صيانة المواقع الأثرية، وتحسيس الساكنة المحلية وفعاليات المجتمع المدني بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتاريخي في أفق إدماجه في مسارات سياحية جهوية ووطنية وتوظيفه في خدمة التنمية المحلية. واعتبر أغربي عمليات الترميم هاته، استمرارا وتتويجا للمجهودات التي تبذلها المحافظة التابعة للمديرية الجهوية للثقافة في مجال التعريف بالمواقع الأثرية بجهة الغرب الشراردة بني احسن، والتحسيس بضرورة رد الاعتبار إليها، وذلك من خلال الأنشطة الثقافية التي تقوم بإنجازها بالوسط المدرسي والجامعي، وبتعاون مع فعاليات المجتمع المدني. ووفق بلاغ صادر عن المحافظة، توصلت «المساء» بنسخة منه، فإن هذه الأشغال همت على الخصوص تثبيت أعمدة الرواقين الغربي والشرقي للساحة العمومية للمدينة الرومانية، وتدعيم قوس المحكمة، وإعادة بناء وترميم الباب الغربي للساحة، حيث تم إنجاز هذه الأعمال تحت إشراف الفريق التقني لمحافظة موقعي «بناصا وتاموسيدا»، وبميزانية التسيير التي كشف البلاغ بأن مديرية التراث الثقافي خصصتها للمحافظة خلال هذه السنة. والجدير ذكره، أن الحفريات التي أجريت بين سنوات 1933 و1956 بهذا الموقع، الذي يوجد على بعد حوالي 17 كيلومترا شرق مدينة مشرع بلقصيري، في قلب سهل الغرب على الضفة اليسرى لنهر سبو، مكنت من معرفة آثار الاستيطان البشري خلال الفترة المورية، وكذا البنايات التي تم تأسيسها خلال الفترة الرومانية.