كشفت معطيات حصرية حصلت عليها «المساء» أن عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، اشترط خلال اللقاء الذي جمعه في بيته بالرباط، صباح أول أمس الأحد، بوفد عن حزب الاستقلال، إعلانهم فك الارتباط بحميد شباط لتصويت فرق الأغلبية على عبد الصمد قيوح، مرشح الحزب في السباق نحو رئاسة مجلس المستشارين المنتظر إجراء انتخاباتها يوم غد الثلاثاء. وحسب مصادر الجريدة المطلعة، فإن بنكيران فاجأ وفد حزب الاستقلال، الذي تكون من مرشح الحزب عبد الصمد قيوح، وكريم غلاب، وحمدي ولد الرشيد، ومحمد الأنصاري، ونور الدين مضيان، أعضاء اللجنة التنفيذية، بوضع شروط لدعمه للتصويت على قيوح كان على رأسها إعلانهم فك الارتباط بكل من شباط، أمين عام الحزب، وقيادة حزب الأصالة والمعاصرة. وكشفت المصادر ذاتها أن أمين عام الحزب الإسلامي طالبهم بإصدار بيان يعلنون فيه فك الارتباط قبل عقد قيادة أحزاب الأغلبية اجتماعها الثاني، الذي كان مقررا مساء أول أمس ببيت بنكيران. ووفق مصادرنا، فإن انقضاء المهلة التي منحها زعيم الإسلاميين دون إعلان الاستقلاليين فك ارتباطهم بشباط و»البام» عبر بيان يعمم على وسائل الإعلام، دفع في اتجاه تبني زعماء الأغلبية، خلال اجتماعهم مساء أول أمس، لترشيح عبد اللطيف أوعمو، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، لانتخابات رئاسة الغرفة الثانية، باقتراح من صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، وبنكيران. المصادر ذاتها اعتبرت أن شروط رئيس الحكومة للتصويت على قيوح أملاها إدراك قادة الأغلبية أن الدولة غاضبة على زعيم الاستقلاليين، وأن أي تزكية لقيوح في ظل قيادة شباط لحزب علال الفاسي سيعطي إشارات خاطئة. لذلك كان شرط بنكيران الوحيد هو إعلان فك الارتباط مع عمدة فاس السابق قبل التصويت لفائدة قيوح. إلى ذلك، سيحسم الاقتراع السري، في حدود الساعة الثالثة من بعد زوال اليوم، في هوية من ستؤول إليه رئاسة أول مجلس مستشارين في ظل دستور 2011، حيث ينتظر أن يتم الفصل بين أربعة متنافسين، هم: حكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، وعبد الصمد قيوح، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وعبد اللطيف أوعمو، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، فضلا عن نائلة التازي، مرشحة «الباطرونا». وحسب مصادر حزبية متابعة للنزال الانتخابي الجديد، فإن جلسة انتخابات خليفة لمحمد بيد الله الشيخ على رأس مجلس المستشارين، مفتوحة على كل الاحتمالات في ظل تقديم الأغلبية لمرشحها وانقسام المعارضة دون استبعاد وقوع مفاجآت، مشيرة إلى أن رئاسة الغرفة الثانية ستحسم خلال الدور الثاني، فيما ستلعب المركزيات النقابية دور الفصل في ترجيح كفة مرشح على آخر. واستنادا إلى المصادر عينها، فإن ترشيح الأغلبية للمحامي أوعمو فتح الطريق على مصراعيه لمرشح حزب إلياس العماري للظفر بمنصب رئاسة الغرفة الثانية، إذ أصبح المرشح الأوفر حظا لخلافة رفيقه في الحزب محمد الشيخ بيد الله، مشيرة إلى أن ترشح أوعمو سيبعد قيوح عن المنافسة من الدور الأول ليبقى مرشح «البام» في الدور الثاني مع مرشح الأغلبية، حيث غالبا ما سينقلب العديد من مستشاري فريقي التجمع والحركة الشعبية على أوعمو، في إطار صفقة عقدت من قبل، بينما سيكون حلفاء بنكيران في امتحان جديد في مدى التزامهم ووفائهم بعهودهم للأغلبية. من جهته، اعتبر قيادي في حزب الاستقلال، في حديثه مع «المساء»، أن مرشح حزبه سيكون حاضرا في الدور الثاني، مشيرا إلى أن النقابات هي التي ستحسم فيمن سيصعد إلى الدور الثاني على مستوى مرشحي المعارضة، بينما ستذهب أصوات فرق الأغلبية إلى مرشحهم. وقال: «نحن سنكون في الدور الثاني، وحينها سيكون نقاش في هذا الأمر، ولن نتخلى عن حقنا إلى النهاية». وفي تعليقه على المحادثات التي جمعت بنكيران مع وفد الحزب، كشف القيادي الاستقلالي أن الحزب يبدي تفهمه لوضعية حزب العدالة والتنمية باعتباره يقود تحالفا يضم ثلاثة أحزاب أخرى، وأنه بناء على ذلك «لا يمكن أن نطلب منه أكثر».