حركت مأساة الطفلة نجوى التي بترت رجلها اليسرى بالدار البيضاء بسبب تعرضها لهجوم من طرف كلب من فصيلة «البيتبول» والدها لتأسيس «جمعية نجوى لضحايا الكلاب»، التي من المنتظر أن يعقد جمعها العام التأسيسي الشهر المقبل. يقول عزوز: «ما حصل لطفلتي وقع ولا مرد لقضاء الله، لكن الهدف من تأسيس الجمعية هو التحسيس والدعوة إلى منع تربية هذه النوعية من الكلاب التي أصبحت ممنوعة في الدول الغربية، في حين مازال يسمح بتربيتها في المغرب رغم الخطورة التي تشكلها ودليل ذلك ارتفاع عدد ضحاياها. لا أريد أن تتكرر مأساة طفلتي مع أناس آخرين». تحولت كل أحلام نجوى الوردية وأمانيها الذهبية التي كانت تتوجها بالنجاحات المتتالية في دراستها، وهي الطفلة التي كانت تنبض بالحياة والحيوية والروح المرحة، إلى مجرد ذكريات جميلة كانت تسير نحوها بخطى ثابتة بعد الحادث. نجوى، 11 سنة، رغم حداثة سنها كانت تنخرط في أنشطة مختلفة جعلتها تختزن تجارب كبرى في مجالات مختلفة خاصة الاجتماعية والإحسانية منها، وحتى الحقوقية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية من خلال ممارستها للعدو الريفي، وهي حائزة على العديد من الجوائز التقديرية، بل إن أسرتها كانت تعقد عليها أمل المشاركة في المحافل الدولية ولما لا الانتشاء بجوائز الصدارة. يتذكر عزوز عوان، والد الطفلة نجوى، بألم كيف أصبحت وضعية صغيرته، ويتذكر بتدقيق فصول الحادث الذي تعرضت له حيث انقض على ساقها اليسرى كلب «البيتبول» ولم يتركها إلا بعد تدخل العديد من الأشخاص مدججين بقطع حديدية، حتى أن شراسة الكلب بلغت حد تليين سكين وضع داخل فمه تمت الاستعانة به لتخليص الطفلة. وطالب الأب بتقنين مجال تربية الكلاب بصفة عامة، وتحديد لائحة الكلاب الخطيرة والممنوعة دوليا ومنع تربيتها، وأكد أن الدولة يجب أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الإطار. لم يكن للأسرة خيار آخر لإنقاذ حياة طفلتها، حيث كانت أمام خيارين أحلاهما مر، إما بتر رجل الطفلة أو الموت، حتى أنها قضت مدة طويلة في العناية المركزة، لكن كل العلاجات التي تلقتها لم تكن مجدية لأن العضة كانت غائرة وكانت أكبر من أن تلتئم بالأدوية والتعقيم، كما أن نفسية الطفلة تحطمت غير أنها ظلت تحافظ على ابتسامة متكلفة، يؤكد الأب، حرصا على الحالة النفسية للأسرة التي فقدت طعم الحياة بسبب الوضع الجديد للطفلة. انتقلت نجوى للعيش بإسبانيا رفقة والدتها، حيث احتضنتها «جمعية النادي الرياضي شكلانا»، واستأنفت الطفلة دراستها هناك، كما أنها تتلقى العناية الصحية والعلاجية اللازمة، غير أن الأسرة فقدت الدفء العائلي وانشطرت بسبب وضع الطفلة، والسبب كلب البيتبول الذي غير طعم الحياة بالنسبة إلى الأسرة المتكونة من ثلاثة أطفال، نجوى أصغرهم، بالإضافة إلى الأب والأم.