بعد صراع محموم وكواليس طويلة، اختار المدير العام للقناة الثانية الحسم في الاسم الذي سيخلف محمد مماد الذي كان يشرف على مديرية البرامج في دوزيم. وجاء تعيين زهير الزريوي مديرا للبرامج لينهي حالة الانتظار التي سبقت انتقال محمد مماد للشركة الوطنية على رأس القنوات الأمازيغية. حالة ترددت فيها العديد من الأسماء، من بينها رضا بنجلون، الرجل الثالث في مديرية أخبار القناة الثانية والمقرب من نائبة المدير سميرة سيطايل. وراجت داخل دوزيم وخارجها أسماء ترشح اسم الصحافي عمر سليم الذي فارق كاميرا دوزيم لعدة سنوات، ولاح في الأفق اسم بوجنبوبي، المديرة المالية لدوزيم، كما ترددت أسماء أخرى من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلا أن سليم الشيخ اختار أن يعين في هذا المنصب زهير الزريوي المطلع على سير وكواليس الإنتاج والبرمجة في دوزيم. وفسرت مصادر مطلعة على كواليس «لعبة» التعيينات تسمية مدير البث على رأس مديرية البرامج في القناة الثانية وتفضيله على رضا بنجلون بمثابة رهان سليم الشيخ على الاستمرار في حالة توازن دوزيم وعدم تعميق الشرخ بين مديرية الأخبار ومديرية البرامج الذي نشأ في عهد المدير السابق مصطفى بنعلي وتقوى في بداية إدارة سليم الشيخ وتسمية سيطايل نائبة للمدير. ويتذكر البعض أنه على الرغم من الأزمة المالية القوية التي عصفت بالقناة الثانية في الشهور الأخيرة، فإن مديرية الأخبار حافظت على السير العادي لوتيرة الإنتاج، وتكثيفها في بعض الحالات، لاسيما حينما يتعلق الأمر بالاحتفال بالذكرى العاشرة لاعتلاء الملك للعرش العلوي، هذا فضلا عن إنتاج تصورات تلفزيونية جديدة (نقط على الحروف كنموذج، وإجراء تغيير شمولي عن ديكور نشرة الأخبار). محافظة مديرية الأخبار على سير الإنتاج العادي وازاه آنذاك تراجع على مستوى إنتاج البرامج التابعة لمديرية البرامج، دون احتساب البرمجة الرمضانية التي تحقق موارد إشهارية مهمة، وهو ما فسره البعض بهيمنة مديرية الأخبار على القطاع الإنتاجي، واعتبروه مؤشرا على إمكانية أن يرأس اسم مقرب من سميرة سيطايل مديرية البرامج، ولم يستبعدوا أن يكون رضا بنجلون الإسم الذي يلي كلا من سيطايل وتوفيق الدباب في تدبير مسؤولية مديرية أخبار دوزيم مديرا للبرامج في دوزيم. وفي الوقت الذي فسر فيه البعض تعيين الزريوي الذي شهد انطلاقة دوزيم وتمرس على الفعل التلفزيوني مديرا للبرامج وتعيين توفيق بوشعرة مديرا للإنتاج مكلفا بالدراما وتعيين ادريس الإدريسي مديرا للديوان بالشركة الوطنية، باستمرار إعادة هيكلة القناة الأولى والثانية وحصول العرايشي على الضوء الأخضر في هذه الاستمرار في الهيكلة، فسرت مصادر تعيين الزريوي بكونه يعكس حالة الفتور بين سليم والعرايشي في ارتباط بما يثار حول مشاكل «خاصة»، وهو الفتور الذي علله البعض بمحاولة سليم الشيخ قطع الحبل بين سيطايل والعرايشي من خلال استبعاد رضا بنجلون الذي راهنت عليه سيطايل، وتفادي تكرار السيناريو الذي قسم دوزيم في عهد الإدارة السابقة بين فريق تابع لبنعلي وآخر مساند لسميرة سيطايل التي كانت مدعومة من العرايشي. وتساءلت المصادر عن حقيقة ما تردد حول تعيين مدير للإنتاج في دوزيم، يفصل في العملية الإنتاجية ويستكمل المسار الطبيعي للعملية للإنتاجية، ويلغي أي حديث غير مؤكد عن شبح «صفقات» تدور في دواليب هذه المديرية بين عدة أسماء شهيرة، دون أن يحدد المسؤول. وأضافت بعض المصادر أن مسؤولين في الإرسال والإنتاج والموارد البشرية والمديرية التقنية استاءت من عدم تسميتها بشكل رسمي على رأس هذه المديريات، رغم قيامها عمليا بالدور المفترض لرؤساء المديريات. وكانت أصوات من العاملين ونقابة مستخدمي القناة الثانية قد طالبت بوضع هيكلة جديدة لدوزيم تخرج بعض المديريات من حالة الاستثناء التي يعيشها بعضها، وهو ما أكدت مصادر مطلعة أن دوزيم مقبلة عليه قريبا.