تشهد مديرية الأخبار بدوزيم - حسب ما أكدت مصادر عليمة ل«المساء»- هذه الأيام حركية غير عادية، حددت ملامحها الأولى في بداية «انفتاحها» على مديرية البرامج، مع ما يخلقه ذلك من تخوف المطلعين على ما أسموه احتمال دمج المديريتين في القادم من الشهور ولو بشكل ضمني. واعتبرت المصادر أن استقدام الصحفي، سعيد بلفقير، الذي كان يشتغل في قسم البرمجة للقسم الرياضي التابع لمديرية الأخبار التي ترأسها سيطايل بداية مسار إفراغ مديرية البرامج من صحفييها. وأكدت المصادر ذاتها أن سياسة احتواء سميرة سيطايل مديرية البرمجة تجد مبررها في استمرار «المناوشات» واستمرار الحرب الخفية غير المعلنة إلى حين، مع عبد الصمد بنشريف وعبد الرحيم تافنوت ومحمد العمراني وسمية المغراوي ومحمد نبيل.... في هذا السياق، ذكر مصدر مطلع أن علاقة شد الحبل بين المديريتين التي تأثرت بشكل قوي في عهد الإدارة السابقة، تبقى علاقة ملتبسة وتنذر بكثير من «المواجهة»، هنا يمكن التذكير بأن مديرية البرمجة صنفت آنذاك، في الجهة المؤيدة لمصطفى بنعلي، في وقت قسمت فيه القناة إلى جبهتين، منقسمتين بين مؤيدي بنعلي و«تابعين» لسميرة سيطايل من مديريتي الأخبار والبرامج. وأضاف المصدر أن ظلال العلاقة المتوجسة ظلت قائمة وتقوت حدتها، مع تعيين سميرة سيطايل نائبة لسليم الشيخ، هذا الحدث خولها حضور لجنة (سليم الشيخ، سيطايل، محمد مماد، الزريوي، الشلاي، سعيد زرو) التي تحدد ملامح الأعمال القابلة للإنتاج، مما فسح المجال لكثير من المشاكل وإلى تصفيت حسابات، إذ أسرت المصادر بأن سيطايل اعترضت في اجتماع على مشروع «وجبات ثقافية» للصحفي عبد الرحيم تافنوت الذي سبق وأن غادر مديرية الأخبار ودخل في نقاش ومواجهة معلنين مع سميرة، على الرغم من أنه كان مستشارا لها في لحظة من لحظات إطلاق برنامج «مباشرة معكم»، مع الإشارة، يضيف المصدر، إلى غياب برنامج ثقافي في القناة الثانية، إلا إذا اعتبر «البعض» أن برنامجا «ميزونكور» برنامجا ثقافيا. وبلغة متحسرة، يقول المصدر: «لك أن تنظر إلى شبكة البرامج المنتجة (مباشرة معكم، زاوية كبرى، تحقيق، مختفون، الوجه الآخر، تيارات...) من طرف صحفيي دوزيم، فستتأكد أنها تابعة لمديرة الأخبار، من جهة أخرى فأهم البرامج الجديدة التي أنتجت أو ستنتج مستقبلا تنتمي أيضا لسميرة سيطايل، وهذا يعطيك صورة واضحة عن مسار الإنتاج في دوزيم في عهد سليم الشيخ. وفي إطار التغيرات التي تراهن عليها سميرة سيطايل-تضيف المصادر- تعيين مدير البرمجة محمد مماد- حسب ما يروج- مديرا للقناة الأمازيغية في الشهور القادمة، وهذا تترتب عنه عدة معطيات أولها أن المكان الشاغر سيفرض ملؤه، وهذا يفتح الباب أمام احتمالات قد تكون قادمة من الشركة الوطنية للإذاعة للعرايشي الذي عينها نائبة للمدير وفوت عليها فرصة الإدارة الفعلية للقناة التي طالما راهنت عليها، هذه المعطيات لاشك أنها حاضرة في ذهن سميرة، مما يفرض تقوية الحضور في مديرية البرمجة، تقوية لن تكون إلا بتعيين أحد مقربيها، وقد راج أنها تقوم ب«تهيئة» رضا بن جلون الذي غادر برنامج «زاوية كبرى» في انتظار المنصب «الموعود». وفي الوجهة المضادة ، وتخوفا مما قد يحصل في القادم من الأيام، قدمت لجنة تضم العديد من الصحفيين المنتمين في غالبيتهم إلى قسم البرمجة مقترحات حول الهيكلة الجديدة، لتحديد المسؤوليات وجعل قرار اختيار البرامج رهين قرارات جماعية ومتخصصة، بعيدا عن الحسابات الضيقة وبمنأى عن منطق تقوية المواقع.وعلمت «المساء» أن البرمجة المقترحة ، تنص على احتفاظ محمد مماد المدير الحالي لمديرية البرمجة، بإدارة البرمجة وتعيين كل من عبد الرحيم تافنوت مستشارا للخط التحريري ووفاق لحلو مكلفة بالدراسات والماركوتينغ التسويقي ومصادر الإنتاج، واقتراح محمد نبيل مساعد لتافنوت مكلفا بالإنجاز (سكرتير التحرير)، وحددت وحدات واحدة ثقافية اقترحت لها سمية المغراوي ونائبها زايد ووحدة للشباب ترأسها سناء القدميري ووحدة المنوعات والمجتمع لكل من مريم الفرجي ومحمد العمراني والاقتصاد لمحمد نبيل. وقال المصدر إن المدير العام للقناة الثانية سليم الشيخ تسلم نسخة من الهيكلة المقدمة التي اشتغل عليها الصحفيون أربعة أشهر، دون أن يتم أمر تحققها، ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون للاجتماعات المتوالية بين سميرة سيطايل وسليم الشيخ في الطابق العلوي «سر» القرارات المتخذة، فيما يشبه بداية تشكل «قطب» ثان في دوزيم يقول المصدر.