العالم صغير جدا الذين كانوا يعتقدون أن اللاعب البرازيلي روبيرتو كارلوس رحل عن ريال مدريد إلى غير رجعة هم واهمون، لأن منطق الكرة لا يعترف بالطلاق بالثلاث، مادام اللاعب قادرا على اللعب، وما دام الفريق قادرا على الدفع. الإصابة التي تعرض لها لاعب ريال مدريد، بيبي، والتي دفعته إلى الغياب عن الملاعب فيما تبقى من الدوري، جعلت الأضواء تسلط من جديد على المدافع الصلب لريال مدريد سابقا، روبيرتو كارلوس، الذي يلعب حاليا لفرق فيرنباتشي التركي، والذي يحتمل أن يكون اللاعب الذي سيعوض بيبي في مركز الدفاع خصوصا وأن روبيرتو كارلوس لا يزال محتفظا بمستواه الجيد، ولم يتعرض لأية إصابة منذ أن غادر الفريق الأبيض. كارلوس قال إنه لو توصل بطلب من ريال مدريد فسيذهب حالا إلى العاصمة الإسبانية، خصوصا وأن عقده مع الفريق التركي سينتهي نهاية الموسم الحالي، وكان من المتوقع أن يرحل بعدها إلى البرازيل للعب مع فريق كورينثيانز. غير أنه عاد وكذّب ما قاله، وفي كل الأحوال فإنه لن يتردد ثانية واحدة لو استدعاه الفريق الأبيض. الذين سيشاهدون مستقبلا روبيرتو كارلوس وهو يرتدي مجددا القميص الأبيض ويركض في ملعب سانتياغو بيرنابيو سيرددون عبارة: ياه.. كم هو صغير هذا العالم.. فرانكو مع من؟ ضربة الجزاء التي أعلنها الحكم «إيتورالدي» لصالح فرق برشلونة ضد إسبانيول الأسبوع الماضي لا تزال تثير الكثير من اللغط، بل الكثير من السخرية المرة. الرئيس المنتدب لإسبانيول، جوان كوليت، سبق أن قال إن الحكم صفر ضربة الجزاء لأن ريحا خفيفة مرت قرب أذن مهاجم البارصا فسقط، لكنه عاد هذه المرة وأضاف تعليقات أكثر مرارة حين اتهم البارصا صراحة بأنها تحظى بتعامل خاص من طرف الحكام. كوليت قال إنه لو صفر ذلك الحكم ضربة جزاء مشابهة لفريق ريال مدريد لقامت القيامة ولاتهم البارصا ريال مدريد بأنه محظي الحكام وبأنه يحرك كل وسائل الإعلام، ولتم نبش فرانكو في قبره والقول إنه يدعم ريال مدريد. كوليت سبق له من قبل أن قال إن ضربات الجزاء الغريبة تصفر في ملعبين فقط من ملاعب إسبانيا، ويقصد بذلك ملعب نوكامب في برشلونة وملعب بيرنابيو في العاصمة. ويبدو أن ضربة الجزاء التي منحت الانتصار للبارصا كانت بمثابة لعنة إعلامية على الفريق الكاتلاني الذي لم يكن في حاجة إلى ضربة جزاء مشكوك في صحتها لكي يفوز، وحتى إذا انهزم ما فيها باس، لأن المنطق يقول إن الكرة لعبة تحتمل الربح والخسارة. سوق الشتاء فريق ريال مدريد أصبح ملزما بحمل قفته من جديد والذهاب إلى سوق الشتاء للبحث عن لاعب أو أكثر من أجل تعزيز صفوفه قبل متم شهر يناير المقبل. ريال مدريد كان يعاني من قبل من ضعف أجنحته، لكنه اليوم أصبح يعاني أيضا من ضعف دفاعه بعد أن تعرض اللاعب البرتغالي بيبي لإصابة مزمنة جعلته مرغما على الابتعاد عن الملاعب لستة أشهر بالتمام والكمال. ويبدو أن لعنة الإصابات التي تلاحق ريال مدريد جعلت منه الفريق الأكثر معاناة من سوء الحظ، لأنه فقد من قبل خدمات لاعبه البرتغالي رونالدو لعدة أسابيع، ثم لحقت الإصابة باللاعب البرازيلي كاكا، ووصلت الإصابة الآن لصخرة الدفاع بيبي، الذي سيتمتع براحة إجبارية حتى الموسم المقبل. كاسيّاس غجري حارس ريال مدريد، إيكير كاسياس، تزعجه الشتائم ولا تتركه ينعم بالتركيز اللازم من أجل الدفاع عن مرماه. وخلال المباراة الأخيرة لفريقه ضد بلنسية، تلقى هذا الحارس هدفين قاتلين لأنه لم يكن مركزا بما فيه الكفاية، والسبب هو أن عددا من جمهور بلنسية، وأغلبهم كانوا خلف مرمى الحارس، أمطروه بوابل من الشتائم وجعلوه لا يقدم مهارته المعروفة في التصدي للكرات، فدخل في مرماه هدف أول وهدف ثان، ولولا الانتصار الذي خرج به فريقه في النهاية بثلاثة أهداف لهدفين لتحمل كاسياس عبء الهزيمة، ونادرا ما ينهزم ريال مدريد بسبب الحارس. الغريب أن الشتائم التي سمعها كاسياس كانت تصفه بأنه مهرج، وشتائم أخرى تصفه بالغجري، وكلمة غجري تشبه الشتيمة وهي كلمة عنصرية، مع أن كاسياس من بلاد الباسك في أقصى الشمال ولا علاقة له بالغجر. والمثير في كل هذا أن الذين كانوا يمطرونه بالشتائم يوجد بينهم أطفال، وأحدهم طفل في العاشرة، وهذا يعني أن ملاعب الكرة هي أفضل مدرسة لمن يريد أن يتعلم الكثير من الشتائم في خمسة أيام... وبدون معلم.