لم يتردد سكان أيت ملول كعادتهم، في التصدق بجلود أضاحي عيد الأضحى لفائدة مجموعة من مساجد المدينة، استجابة لنداء خطباء المنابر والجمعيات المشرفة على تسيير المساجد، خاصة وأن العائدات المادية لجلود أضاحي، باتت تلعب دورا محوريا في تنمية الموارد المالية لمجموعة من الجمعيات المشرفة على تسيير شؤون المساجد. ويعتبر عيد الأضحى مناسبة مواتية لتنمية الموارد المادية للجمعية، حيث يساهم المواطنون طواعية، بجلود الأضاحي ابتغاء مرضاة الله، هذا في وقت يتأفف الناس من إعادة صناعة "الهيدورة" التقليدية التي تستغل عادة في الأفرشة وسجادات الصلاة لدى بعض الصناع التقليديين المتخصصين في "الهيدورة" نظرا لارتفاع تكلفتها المالية، وكذا غزو الزرابي الحديثة التي تباع بأسعار تفضيلية، حيث يفضلون التصدق بها عوض إعادة استعمالها. ويعمل أئمة المساجد على إشعار جموع المصلين خلال آخر خطبة جمعة قبل حلول عيد الأضحى، بواجب التصدق بجلود أضحية العيد لفائدة المسجد، وربط ذلك ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحت على الصدقة، كما تبادر الجمعيات كذلك إلى الاستعانة بمجموعة من اللافتات التي تحث على واجب التصدق بجلود أضحية العيد وتعليقها بمحيط المساجد. وتستعين بعض الجمعيات خلال أيام العيد بمجموعة من العربات اليدوية، التي يتم من خلالها شحن جلود الأضاحي خاصة ببعض الدروب والأحياء البعيدة، ويتكفل بها شباب متطوعون ومتعاونون مع الجمعية، يحملون قمصانا و"بادجات" خاصة بالمساجد التي ينتمون إليها، وذلك حتى يتيقن الناس من مآل صدقاتهم. وتستغل العائدات المستخلصة من عملية بيع جلود الأضاحي، حسب مصادر "المساء" في مباشرة الإصلاحات والترميمات الخاصة بالمسجد، وكذا تأدية نفقات الديون التي لا تزال عالقة بذمة الجمعيات المعنية، لدى أصحاب المحلات المتخصصة في بيع مختلف مواد البناء وكذا المساهمة في تجهيز المساجد بمستلزمات الأفرشة واقتناء مواد النظافة وغيرها. وتضيف المصادر أن مندوبية الأوقاف لا تتدخل عادة في عملية جمع جلود الأضاحي والاتجار فيها، رغم تبعية هاته المساجد لها، حيث أن الجمعيات المكلفة بشؤون المساجد، تشرف مباشرة على العملية دون تدخل أي جهة معينة، خاصة وأن معظم هاته المساجد تعيش فقط على إعانات المحسنين ولا تستفيد من أي منحة قارة. وجدير بالذكر، أنه بعد ثلاثة أيام من جمع جلود الأضاحي بعد تمليحها، يتم بيعها بأسعار تتراوح ما بين 10 إلى 15 درهما للقطعة الواحدة لفائدة بعض الوسطاء الذين يفدون عادة إلى منطقة سوس، من مدن الدارالبيضاء وبرشيد وسطات بجهة الشاوية، حيث يعمل هؤلاء على التنسيق مسبقا مع ممثلي الجمعيات على سعر شراء الجلود مع دفع (العربون) في انتظار الانتهاء من عملية جمع جلود الأضاحي، قبل أن تتم إعادة بيعها لاحقا لفائدة تجار مختصين في الجلود بكل من مدينتي فاس ومراكش حيث تزدهر صناعة الجلود بأسعار متفاوتة.