قررت مصالح وزارة الداخلية فرض رقابة على عملية جمع "هيدورات" أضاحي العيد، حيث وجه قياد المقاطعات أوامر إلى المقدمين من أجل التبليغ عن أي عملية مشبوهة لجمع هذه "الهيدورات" من طرف بعض الجماعات الإسلامية المحظورة. وتخشى مصالح وزارة الداخلية من استغلال "هيدورات" الأضاحي في تمويل الأنشطة المشبوهة لهذه الجماعات.
وتستغل بعض الجماعات المتطرفة مناسبة عيد الأضحى والأثمان المرتفعة لجلود المواشي من أجل الحصول على أموال مهمة من وراء بيع هذه الهيدورات التي يتصدق بها المواطنين. وتأتي هذه الطريقة في البحث عن مصادر التمويل من طرف هذه الجماعات بسبب الرقابة المشددة التي تفرضها الدولة على مصادر التمويل الخارجية لهذه الجماعات وهو ما جعلها تلجأ إلى هذه الوسيلة.
وجرت العادة مع كل عيد أضحى أن يتجول مجموعة من الغرباء داخل الأحياء وبين الدروب والأزقة على مستوى المدن المغربية، بحثا عن "هيدورات"، حيث يحصلون عليها من خلال استغلال عطف الناس ورغبتهم في وهب الصدقات للمحتاجين، وهو ما قد يشكل موردا ماليا مهما للجماعات المتطرفة.
ويظهر هؤلاء الغرباء، الذين يكونون في أغلب الأحيان ملتحين، على شكل مجموعات، ويتفرقون على مستوى الأحياء طيلة أيام العيد الثلاثة، ويقودون عرباتهم المجرورة، طارقين أبواب البيوت، يطلبون منهم الهيدورة كنوع من الصدقة وفي سبيل الله، وذلك في إطار العمل الخيري الذي يدعي هؤلاء بأنهم يسعون إليه، لأن هناك من هم في أمس الحاجة إلى هذه الهيدورة في القرى النائية التي يعاني سكانها البسطاء من البرد القارس.
ولا يجد من يعتني بهم أو يهتم بهم، وبالتالي فهذه الصدقة تعني لهم الكثير وستمكن الكثيرين من العيش بهناء حسب ما يدعون.
وبعد أن يحصلوا على عدد كبير من الهيدورات يلتقون في مكان بعيد شيء ما عن الساكنة ويضع كل شخص ما حصل عليه في شاحنة تكون في انتظارهم، ويغادرون بعد ذلك المنطقة إلى وجهة غير معلومة.