تلعب جلود أضاحي العيد في السنوات الأخيرة، دورا أساسيا في تنمية الموارد المالية لمجموعة من الجمعيات المشرفة على تسيير شؤون المساجد بمدينة أيت ملول، وبفضل مساهمات جلود الأضاحي التي يتصدق بها السكان المجاورون للمساجد خلال هاته المناسبة الدينية، تنتعش العائدات المادية التي من خلالها يتم إجراء مجموعة من الترميمات والإصلاحات المرتبطة بالمساجد. وفي هذا الصدد يقول السوسي رشيد، مسؤول بجمعية مسجد المستقبل، إن عيد الأضحى يعتبر مناسبة مواتية لتنمية الموارد المادية للجمعية، حيث يساهم المواطنون طواعية وبكل تلقائية بجلود الأضاحي ابتغاء لثواب الله، ونعمل خلال أيام العيد على الاستعانة بمجموعة من العربات اليدوية، التي يتم من خلالها شحن جلود الأضاحي خاصة ببعض الدروب والأحياء البعيدة، ويتكفل بها شباب متطوعون ومتعاونون مع الجمعية. ويضيف السوسي أن العائدات المستخلصة من عملية بيع جلود الأضاحي، يتم تخصيصها عادة لبرمجة مجموعة من الإصلاحات والترميمات الخاصة بالمسجد، وبالنسبة لنا كمشرفين على مسجد المستقبل، فإننا سنعمل على تأدية نفقات الديون التي لازالت عالقة بذمة الجمعية لدى بعض أصحاب المحلات المتخصصة في بيع مختلف مواد البناء، والمرتبطة بنفقات المدرسة القرآنية النموذجية التي تعتبر مفخرة لمسجد المستقبل. وتعمل الجمعيات على إشعار المصلين ومرتادي المساجد خلال آخر خطبة جمعة قبل حلول عيد الأضحى، حيث يذكر الخطيب جموع المصلين خلال الخطبة بواجب التصدق بأضحية العيد لفائدة المسجد، مستشهدا في هذا السياق ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الصدقة، كما تبادر الجمعيات كذلك إلى الاستعانة بمجموعة من اللافتات التي تحث على واجب التصدق بأضحية العيد لفائدة المساجد، مصاغة بخطاب ديني صرف. ومن جانبه قال مؤذن مسجد الشهداء، إن مندوبية الأوقاف لا تتدخل في هاته العملية إطلاقا رغم تبعية هاته المساجد لها، ذلك أن الجمعيات المشرفة على شؤون المساجد تبقى لها كامل الصلاحية في هاته العملية دون أن يتم إشعار أي جهة معينة، على اعتبار أن لجان وجمعيات المساجد تعيش فقط على إعانات المحسنين ولا تستفيد من أي منحة قارة، مضيفا أن بعض المساجد استفادت مما مجموعه 2000 قطعة جلد وما يزيد، وهو ما يجعل الجمعيات المشرفة على هاته العملية تجني أموالا محترمة، تكون مناسبة مواتية لإعادة برمجة بعض الإصلاحات كما هو الحال لمسجد الشهداء، حيث وضعت جمعية المسجد تصميما لبناء الطابق العلوي، اعتمادا فقط على مساهمات المحسنين ومن خلالها العائدات المالية لأضاحي العيد.