تعرض أعضاء من مجموعة صوت الضرير للمكفوفين المعطلين بوجدة، المعتصمين أمام مدخل مقر قصر البلدية، يوم الجمعة الماضي إلى فعل شنيع غير مقبول من طرف أحد أعوان الجماعة الحضرية لمدينة وجدة (شاوش) الذي قام بصبّ الماء البارد على أجسادهم، دون سابق إنذار، وهم يغطون في النوم. أعضاء المجموعة الذين أفزعهم هذا الفعل وتسبب لهم في ارتعاش وقشعريرة، اضطروا إلى رفع الاعتصام مؤقتا من أجل التصدي لبعض الأمور، حسب تصريحهم، ردا على ما أسموه الفاجعة المخلة بحقوق الانسان، داعين، في بلاغ صدر بالمناسبة، كافة الهيئات الحقوقية والسياسية والاعلامية وجمعيات المجتمع المدني إلى الوقوف بجانب مجموعة صوت الضرير للمكفوفين المعطلين بوجدة. المجموعة دخلت في اعتصام مفتوح، ابتداء من يوم الاثنين 28 غشت 2015، بالقرب من ساحة 16 غشت، بحيث دخل هذا الشكل النضالي السلمي أسبوعه الثالث دون أن تتحلى الجهات المسؤولة بالمدينة بروح المسؤولية وأخذ مطالب المجموعة على محمل الجد. وقد عانت المجموعة من تدني أخلاق بعض رجال أعوان السلطة، بتعبير البلاغ، من سب وشتم وترهيب وتجريح من قبيل " آ العُمِي، متوظفوش حتى لي بعينيهم عاد توظفو أنتما"، وألفاظ شتى بذيئة يستحيي اللسان عن ذكرها . وسبق للمجموعة في خطوة نضالية تصعيدية، أن نظمت مسيرة، مساء الاثنين 17 غشت 2015، انطلقت من أمام مقر العمالة القديمة، مشيا على الأقدام وجابت شارع محمد الخامس وسط المدينة، إلى غاية مقر الجماعة الحضرية حيث قاموا بلفّ حبل حول أعناقهم وتمددوا وسط الشارع الرئيسي، والحبل ممتد من عنق أولهم إلى عنق آخرهم. وسبق أن قاموا، صباح الاثنين 08 يونيو الماضي، بعرض أكوام من النعناع والقزبر والبقدونس للبيع على عتبة باب المقر الرئيسي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة، في إشارة إلى أن المكفوف لا يصلح إلا كبائع متجول داخل المدينة يستجدي عطف الناس. ونظموا، الإثنين 20 أبريل الماضي، مسيرة حفاة جابت الشارع الرئيسي في اتجاه مقر الجماعة الحضرية، احتجاجا على ما أسموه استهتار السلطات بملفهم المطلبي العادل والمشروع، سبقتها مسيرة بأفواه مكممة. وقبل ذلك قطعوا الشارع بأجسادهم الممددة على الإسفلت، ودخلوا في عدد من الاعتصامات لأعضاء تنسيقية المكفوفين المعطلين بوجدة كان آخرها، خلال بداية شهر يونيو الماضي، على عتبة الباب الرئيسي للجماعة الحضرية بوجدة، حتى الاستجابة لمطالبهم التي تتمثل في "التشغيل المباشر في الوظيفة العمومية ورفع الإقصاء عن هذه الشريحة المنسية من المجتمع"، حسب البيانات التي صدرت في شأنهم. ويذكر، كذلك، أن هؤلاء المكفوفين سبق لهم أن خاضوا وقفات احتجاجية يومية بساحة سيدي عبدالوهاب قبل حلول العيد وقضوا يوم عيد الأضحى، معتصمين بنفس الساحة بوجدة، واقتحموا، قبل ذلك، مقر الجماعة الحضرية لمدينة وجدة ومقر فرع حزب العدالة والتنمية بوجدة، واعتصموا بعتبة قصر البلدية ونشروا أفرشتهم الأمر الذي عاق دخول وخروج المواطنين .