الساعة العاشرة صباحا، المكان مقر ولاية جهة الدارالبيضاء، الحدث انتخاب رئيس جهة الدارالبيضاء- سطات، الناخبون الكبار يتوافدون على مقر ولاية الجهة، طوق أمني، تم عزل مكان الناخبين في قاعة التصويت عن مكان تجمع الصحافيين والمواطنين، النتيجة لحد الساعة لا يمكن التكهن بها، خاصة بعد الحديث عن إمكانية ترجيح الاستقلاليين لكفة عبد الصمد حيكر المنافس الوحيد لمصطفى الباكوري. من خلال طريقة جلوس الناخبين الكبار بدأت تظهر اختياراتهم، فالصف المؤيد لمصطفى الباكوري فضل الجلوس في الجهة اليسرى، في حين أن الناخبين الذين اختاروا حيكر جلسوا في الجهة اليمنى، وحده مستشار سيخلق الحدث بتصويته لفائدة الباكروي، رغم أن حزبه اختار مساندة حيكر، إنه وزير الشباب والرياضة السابق منصف بالخياط، فرغم أنه فضل الجلوس بجانب زملائه في الأغلبية الحكومية فإن قراره كان معارضا لهم واختار طريقا آخر بتزكيته للباكوري. القرار الذي اتخذه منصف بالخياط جلب عليه "صداع "الرأس" فعدد من مناصري العدالة والتنمية في القاعة عبروا عن تذمرهم من خطوة بالخياط، معتبرين ما حدث خيانة، فقبل أن يرفع يده مؤيدا للباكوري تلقى انتقادات شديد اللهجة، فيما كان هو يتابع حدة تدخلات بعض الغاضبين من قراره ببرودة أعصاب. في الساعة الحادية عشرة تقريبا بدأت عملية التصويت، أعصاب حيكر والباكوري مشدودة، الحسم سيكون بعد لحظات دقيقة، وقال أحد المقربين من الباكوري ل"المساء" أتخوف من القرار الذي سيتخذه أنصار شباط في جهة الدارالبيضاء سطات"، عملية التصويت لفائدة حيكر انتهت، وعدد المصوتين 34 صوتا، حينها بدا من المستحيل نزع منصب رئاسة الجهة من يد الباكوري، لكن ما هو الموقف الأخير لحزب الاستقلال، هذا السؤال ظل يفرض نفسه، إلى حين انطلاق عملية التصويت لفائدة الباكوري، الأنظار كلها منصبة نحو الاستقلاليين، الذين قرروا في الأخير تزكية الباكوري انسجاما مع منطق الأغلبية والمعارضة، ليتم انتخاب مصطفى الباكوري كأول رئيس لجهة الدارالبيضاء سطات، وهي من أهم جهات المملكة. مباشرة بعد انتخاب الباكوري رئيسا للجهة تعالت أصوات مناصريه، في حين أن الغاضبين من منصف بالخياط لم يترددوا في توجيه أصابع الاتهام إليه، وكان يرد عليهم بابتسامة عريضة. وسيكون الباكوري مساندا في المكتب المسير بالعديد من الوجوه التي زكته على رأس الجهة، وهم على التوالي، عمار بوشعيب وفؤاد قادري ومحمد جودار وعبد الحميد الجماهري ومنصف بالخياط وعثمان الطرمونية وسعاد ولهان وعبد العزيز أشرف وسعاد حفيضي، هذا المكتب الذي سيكون بعد خمس سنوات رفقة الباكوري مدعوا إلى تقديم الحساب إلى سكان جهة الدارالبيضاء سطات، الذين ينتظرون بعد نهاية معركة انتخابية شدت الأنفاس الانكباب على المشاريع ذات البعد التنموي بعيدا عن أي مزايادات سياسوية، خاصة أن جهة الدارالبيضاء سطات تسعى إلى الحفاظ على مكانتها الريادية على الصعيد الوطني.