تواجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم صعوبات كثيرة في العثور على مدرب جديد للمنتخب المغربي يجمع بين المواصفات المطلوبة وبين الشروط المالية المرصودة، خصوصا أن بعض المصادر تحدثت عن عثور الجامعة عن مصدر تمويل للمدرب وطاقمه المساعد، بإيعاز من جهات عليا في الدولة المغربية. ويأتي مصدر القلق الذي ينتاب علي الفاسي الفهري من حجم المطالب المالية الكبيرة التي اقترحها كل المدربين الذين جرى الاتصال بهم إلى حدود الساعة، والتي خالفت التقديرات التي مده بها أحد كبار مستشاريه، علما أنه التزم أمام تلك الجهات بانتداب مدرب من الدرجة العالية، يستطيع إعادة المنتخب المغربي إلى المكانة التي يستحقها في الوسطين الإفريقي والعالمي. وعلمت «المساء» أن مصدر تردد المدرب الإيطالي تراباتوني في الإشراف على المنتخب المغربي في الظرفية الحالية مرده إلى أنه يريد إدخال نفسه في دوامة من الفراغ، على اعتبار أن المنتخب لن يشارك في أية مسابقة رسمية طوال السنتين المقبلتين، بالنظر إلى أنه أقصي من التصفيات المؤهلة إلى بطولتي العالم في جنوب إفريقيا وبطولة أمم إفريقيا في أنغولا، علما أن سن تراباتوني لم يعد يسمح له بقيادة مشروع تصحيحي ينطلق من نقطة الصفر كما طالبته به الجامعة أو على الأقل الوسيط الذي فاتحه في الأمر. من ناحية أخرى كشف المصدر أن طلبات الترشح لقيادة سفينة المنتخب والتي توصلت بها سكرتارية الجامعة لا تستجيب حتى للشروط المطلوبة، ويتعلق الأمر ببعض المدربين الذين فشلوا في إثبات ذواتهم ضمن منتخبات عربية وأخرى إفريقية، فضلا عن بعض المدربين الذين سبق أن أشرفوا على تدريب بعض الأندية المغربية خلال السنتين الماضيتين. لكن الجديد في الأمر هو أن مدرب المنتخب الكابوني حاليا الفرنسي ألان جيريس ربما يكون ضمن اللائحة، وكذلك الشأن بالنسبة للهداف الفرنسي جون بيير بابان، وهو تطور يغذي ما أثير أخيرا في الصحافة الفرنسية عن قلق جامعة منتخب الديوك من الطريقة التي تتعامل بها الجامعة المغربية مع مسألة المدرب المقبل للمنتخب، حيث اعتبرت أن إعلان التمرد عن المدرسة الفرنسية يحمل في طياته نوعا من تحميل المسؤولية المباشرة لأطرها في المستوى الذي وصل إليه المنتخب في الآونة الأخيرة، في حين أن الأنباء التي نقلها الأطر الذين عملوا في المغرب تشير إلى عكس ذلك، حيث كشفوا أن الكرة المغربية تفتقر إلى هياكل تنظيمية ومخططات مستقبلية تستطيع إنجاب لاعبين في المستوى المطلوب، سواء ضمن منتخبات الصغار أو الشباب، وهو ما يفرض التعامل بشكل مباشر مع اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوربية، والذين يفتقرون في الغالب إلى المقومات البدنية المطلوبة على المستوى الإفريقي. من ناحية أخرى تشير المصادر إلى تضارب كبير بين المطالب المالية للمدربين الذين رشحوا أنفسهم لتدريب المنتخب وبين المدربين الذين جرى الاتصال بهم بشكل مباشر، حيث إن أحد المدربين اقترح مثلا مبلغا ماليا إجماليا يصل إلى 300 مليون سنتيم، في حين اقترح مدرب آخر سبق أن درب منتخبا إفريقيا من خلال وكيل أعماله على مبلغ 10 ملايين سنتيم، وذلك بهدف إغراء الجامعة بالتعاقد معه، وهو الأجر نفسه الذي يتقاضاه مدربون يشرفون على تدريب مجموعة من الأندية المغربية. كما كشف المصدر أن لائحة المدربين المترشحين لقيادة المنتخب المغربي خلت تماما من أي اسم وطني، في إشارة إلى أن المدربين المغاربة لم يعودوا معنيين بتدريب منتخب بلادهم، وذلك في ظل ما أثير عن توجه جامعي للتعاقد مع مدرب أجنبي.