رفع فندق بمدينة جنوة الإيطالية، في نهاية الأسبوع الماضي، دعوى قضائية ضد سعدي القذافي، من أجل الحصول منه على مبلغ 300 ألف يورو كأجر عن شهر من الإقامة بإحدى غرفه الفاخرة «سويت روايال». الخبر لم تؤكده فقط وسائل الإعلام الإيطالية الصادرة يوم السبت الماضي بل كشفت عنه أيضا مصادر بمحكمة مدينة كيافري (جهة ليغوريا بالشمال الإيطالي) التي سينظر قضاتها في ملف الدعوى.التأكيد نفسه جاء كذلك على لسان المسؤولين عن الفندق المسمى «ديلا ريفيرا ليغوري» ليعطوا تفاصيل أكثر عن قصة نجل الزعيم الليبي وإقامته المجانية لمدة شهر بمدينة كريستوف كلومبو(جنوة). قبل سنتين، حل سعدي بمدينة جنوة، أو عاصمة جهة ليغوريا كما يحلو لسكانها تسميتها، بعد أن حجز له أحد مقربيه رواقا خاصا بفندق «ديلا ريفيرا ليغوري». كل من شاهد دخول ابن الزعيم إلى الفندق محملا بحقائبه ومصحوبا بحاشيته اعتقد أنه جاء إلى مدينة جنوة من أجل عمل استثماري ليبي أو من أجل التعاقد مع مالك شركة «إيرج» البترولية الذي يعتبر أشهر رجل أعمال بجهة ليغوريا، لكن سعدي كشف بعد أيام عن الهدف الذي جاء من أجله إلى المدينة الإيطالية الساحلية، ليظهر ضمن عناصر فريق «سمبدوريا» لكرة القدم أثناء الحصص التدريبية وليخيب آمال سكان المدينة الذين رحبوا بالقذافي كمستثمر وممول إضافي للفريق لا كلاعب فيه. المسؤولون عن الفندق كانوا سعداء جدا بإقامة ابن زعيم عربي غني بأحد أروقتهم الملكية، ليس فقط للشهرة التي جلبها لفندقهم بل أيضا من أجل مبلغ ال10 ألف يورو الذي كان يسجل في دفتره كل يوم. فإضافة إلى المبيت والإقامة، كان سعدي يستفيد من خدمات أخرى من فئة خمسة نجوم، وكان في بعض الأحيان يسخر كل من في الفندق لصالحه ولصالح ضيوفه الإيطاليين الذين كانوا يزورونه بشكل مستمر للتعرف على أحواله ومستوى اندماجه مع عناصر «سمبدوريا». الإعلام الإيطالي، من جانبه، اهتم بالموضوع ليخصص له حيزا مهما ضمن صفحاته وفقراته، لتؤكد بعد الصحف المحلية بجهة ليغوريا أن مغادرة سعدي القذافي الفندق بشكل مفاجئ دون تأدية مبلغ 300 ألف يورو جاء بعد عدم توفقه في الاختبار الذي أجراه مع فريق «سمبدوريا»، ليعبر عن غضبه برفضه دفع مستحقات الفندق مقابل شهر من الإقامة ب«ديلا ريفيرا». من جانبهم، أكد محامو الفندق أن موكلهم انتظر أكثر من سنتين لرفع الدعوى القضائية، وأشعروا السفارة الليبية بروما بعد أن نفد صبرهم وتأكد لهم أن نجل الزعيم الليبي رافض حتى للاستماع والرد عليهم، وكأن الأمر لا يعنيه. ولعب سعدي القذافي لعدد من الفرق الإيطالية، على رأسها فريق «بيرودجا» و«أودينيزي»، قبل أن يحط الرحال بجنوة في 2007 في تجربة لم تبدأ مع فريقها العريق «سامبدوريا».