تحولت دورة انتخاب رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش أسفي إلى ساحة عراك وملاكمة، بين منتخبين ينتمون لحزب الأصالة والمعاصرة، وبعض الأعضاء، الذين كانوا يناصرون نجيب أيت عبد المالك، مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد أن فجر مستشار فضيحة رشاوى تورط فيها أعضاء، قيمتها 25 ألف درهم، مقابل التصويت على أحد المتنافسين على رئاسة غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش أسفي. بمجرد أن تقدم حسن الكرياني، ممثل لائحة حزب المؤتمر الاتحادي بأسفي صوب المنصة، واضعا شكاية تقدم بها إلى وكيل الملك بمراكش، وصراخه بأن هناك من حصل على رشاوى بالملايين، تفاجأ ابن مدينة أسفي بعدد من أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة يهاجمونه. وبدا حميد الشهواني، وصيف العمدة فاطمة الزهراء المنصوري بدائرة المدينة في لائحة «البام» في تدافع مع أحد الموالين لمرشح «الحمامة»، قبل أن يتحلق آخرون، ويطوقون ابن مدينة أسفي من كل جانب. وقد سادت فوضى كبيرة في القاعة، قبل أن يتدخل رئيسها السابق، وفي الوقت نفسه أحد المتنافسين على المقعد، نجيب أيت عبد المالك، ويصرخ في وجه المحتجين «راه تسوطنا قبل ما نصوتو، اللهم إن هذا لمنكر»، مضيفا «هذه قلة الحيا، يلا وليتو توريونا كيفاش نصوتو»، قبل أن يختم كلامه: «هذا غير النهار الأول وشوفو شنو وقع، حنا حميناها ست سنوات». تفجر الوضع بعد أن وضع العضو حسن الكرياني، شكاية قدمت لوكيل الملك أمام ممثل السلطة والمشرفين على عملية التصويت، مخاطبا إياهم :تحملوا مسؤوليتكم ما تجيبوش لينا لائحة مطبوخة هنا»، قبل أن يفجر فضيحة من العيار الثقيل تستوجب المسارع إلى فتح تحقيق معمق، عندما قال «راه كاينين الناس هنا لي مغاليزيين الأوراق، وشادين الفلوس»، ليهاجمه بعض المنتخبين، حيث تحولت قاعة الجلسة إلى ساحة معركة وجهت فيها اللكمات وعبارات نابية، قبل أن يهدأ الوضع ويعلن عن النتائج، التي أعطت فوز مرشح وكيل حزب الأصالة والمعاصرة حسن شوميس ب 53 صوتا، مقابل 18 لمنافسه نجيب أيت عبد المالك، مرشح لائحة «الحمامة». وكشف حسن الكرياني في تصريح ل «المساء» أن مصالح الشرطة القضائية بمراكش استمعت له مساء أول أمس الاثنين على خلفية الشكاية التي وضعها لدى وكيل الملك يتهم فيها مستشارا يدعى «مصطفى . أ» بالحصول على رشاوى قيمتها 25 ألف درهم، مقابل التصويت على مرشح حزب «التراكتور»، وهو ما نفاه حسن شوميس، رئيس غرفة الصناعة التقليدية المنتخب، في تصريح ل «المساء» بالقول: «هذا كلام لا نعتبره، وهو خارج عن الصواب»، قبل أن يضيف قائلا: «يجب أن يتحمل كل واحد مسؤوليته، وما جرى داخل القاعة أمر عادي يدخل في إطار التنافس الشريف». وأوضح الكرياني أن بعض المنتخبين في غرفة الصناعة التقليدية حصلوا على رشاوى قيمتها 25 ألف درهم، على أساس أنها عقود سلف، تمت المصادقة عليها في جماعة قروية، مبرزا أن الوثائق المصادق عليها وضع فيها ثمن 100 ألف درهم، على أساس التمكن من الأعضاء. هذا، وأفادت مصادر مطلعة أن الإغراءات، التي قدمت لبعض الأعضاء بمراكش فاقت 100 ألف درهم. وفي الوقت الذي قاطع بعض أعضاء الغرفة انتخابات غرفة الصناعة التقليدية، التي أسفرت عن انتخاب حسن شوميس، يكون حزب الأصالة والمعاصرة قد اكتسح جل الغرف المهنية، بعد فوز الحبيب بنطالب، الرجل الأول في الحزب بالجهة، برئاسة غرفة الفلاحة، وانتخاب محمد فضلام، رئيسا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات عن حزب «البام»، لتصير جهة مراكش أسفي «قلعة» الأصالة والمعاصرة في حال فوزهم برئاسة مجلس الجهة.