بدا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران مزهوا بحصيلة المجالس الجماعية التي سيرها رؤساء ينتمون إلى حزبه، وأعرب عن اعتزازه بنتائج المسار الذي قطعه حزبه منذ سنة من الإعداد للانتخابات الجماعية والجهوية التي ستجرى في شتنبر القادم. وقال لأعضاء حزبه في المهرجان الوطني لانطلاق الحملة: «لقد ظلّ حزبكم ملء سمع الدنيا وبصرها منذ تصدّره انتخابات نونبر 2011». وأضاف بنكيران في ختام المهرجان، الذي انعقد أول أمس السبت بمركب مولاي رشيد بالمعمورة، أن أحد الأحزاب في الأغلبية السابقة هدّد بتفجير التحالف إذا تم إجراء الانتخابات الجهوية والجماعية في2013، «لكن كان لا بد أن يصل هذا اليوم الذي كانوا لا يتمنون أن تصلوا إليه، وها هو اليوم وصل بحصيلة مشرفة، وسنواصل مسارنا وننتصر». وتوعّد بنكيران خصومه بتحقيق النصر المبين «لأن حزبنا يستحق»، متسائلا: «ما الذي قدّموا للوطن هؤلاء الذين يدعون أنهم سيتصدّرون الانتخابات القادمة، وقد عجزوا اليوم حتى عن مساءلة رئيس الحكومة في البرلمان، فكيف يقدّمون الجواب غداً؟.» من جانب آخر، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في اللقاء الذي حضره وكلاء اللوائح على مستوى الجهات وعدد من قيادات الحزب «لقد وفيتم لحلفائكم واستعددتم بما يكفي من الوقت والجهود، وأنتم حزب طبيعي حافظ على سلامة الوطن، ووقف في وجه المد التحكمي، واليوم، المسؤولية يتحمّلها الشعب المغربي الذي عليه أن يختار، ويقدم الدليل على أنه كان في مستوى اللحظة التاريخية». وفي إشارة إلى التصريحات الأخيرة لنائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة قال بنكيران إن البعض ظهر فجأة بعد الإعلان عن نتائج انتخابات الغرف المهنية ليقول للمغاربة إنه أصبح الحزب الأول، وكأنه حسم نتائج الرابع من شتنبر القادم، وحسم نتائج الانتخابات التشريعية في 2016، وقال إن الشعب المغربي فاجأه بهذا التتويج وهو غير مستعد لتدبير شؤونه!. وتساءل بنكيران باستغراب: «ما هو السبب الوجيه الذي يجعلكم تتصدرون الانتخابات المقبلة؟ هل لميلادكم المشبوه؟ أم لأنكم حزب جاء ضخما منذ اليوم الأول كأي كارثة من الكوارث التي تأتي دفعة واحدة؟» وقال بنكيران إن الأمور الطيبة دائماً تبدأ صغيرة وتكبر وتتدرج، وانتقد وضع المعارضة، التي قال إنها لم تقدم للشعب المغربي شيئا، وعجزت عن مساءلته في البرلمان، مثلما وقع في آخر جلسة شهرية تأجلت أربع مرات. وأضاف «ألفنا أن تكون الحكومة هي التي تخشى المساءلة، واليوم أصبحت المعارضة تخشى مساءلة رئيس الحكومة!». وتابع بنكيران قائلا إنه ليس في حاجة إلى الحديث عن هؤلاء الذين خربوا أحزابهم، ووعدوا الناس باستقدام البحر إلى فاس واستعانوا بالحمير للاحتجاج على الحكومة، فهؤلاء أوصلوا الحياة السياسية إلى الهزال، ولم يتركوا لنا المجال لانتقاء الكلمات المهذبة لمخاطبتهم، وأقول لهم لا يمكن أن تهزموا العدالة والتنمية إذا لم تشمروا عن سواعدكم وتطبقوا الديمقراطية الداخلية، وتتوقفوا عن إغراق المجالس بمقربيكم وعائلاتكم».