قرر حميد نرجس، القيادي السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، الالتحاق بحزب العدالة والتنمية، بعد أن كان من المحتمل أن يترشح باسم لائحة الحزب المذكور في آخر اللحظات، لكن ضيق الوقت حال دون ذلك، يقول مصدر موثوق به في اتصال مع «المساء». وتفيد معطيات دقيقة، حصلت عليها «المساء»، أن حميد نرجس، الرئيس الأسبق لمجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز باسم حزب الأصالة والمعاصرة، من المفترض أن يتقدم بطلب عضويته في حزب «المصباح» خلال الأسابيع، التي تلي الانتخابات الجماعية والجهوية، بعد اتصالات أجريت بينه وبين قياديين وطنيين وجهويين، على أساس أن يترشح باسم لائحة «المصباح» للانتخابات مجلس الجهة، «لكن ضيق الوقت، وتقديم الحزب للائحته بمراكش حال دون ذلك»، قبل أن يستطرد قيادي في حزب العدالة والتنمية، في اتصال مع «المساء»، بالقول: «اقترحنا عليه الترشح في لائحة الحزب بدائرة الرحامنة، لكنه اعتذر لأسباب تقنية». وطبقا لمعطيات موثوق في صحتها، فإن اتصالات أجريت بين نرجس وعضو في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أكد فيها الأخير أن الحزب يحترمه ويقدر كفاءته، وأنه سيكون سعيد بالترشح في لائحته، قبل أن ينقطع الاتصال بينهما على أساس أن يتصل مسؤول جهوي بحميد نرجس، وهو الذي تم بعد دقائق قليلة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مصدر عليم، فقد اتصل المسؤول الجهوي بنرجس يخبره بأن قيادة الحزب في مراكش ستعقد لقاء تتدارس فيه الأمر، ثم أخبره بعد ذلك بأن الترشح في لائحة حزب «المصباح» للانتخابات الجهوية أمام صعب، نظرا لوضع لائحة الترشيحات في ولاية الجهة، مضيفا أن سحبها سيتطلب وقتا، وأن ذلك سيضيع على الحزب التنافس. واقترح عليه قيادة لائحة الحزب الإسلامي بمنطقة الرحامنة، لكن حميد نرجس طلب مهلة للتفكير دامت حوالي ساعة توجت بالاعتذار عن النزول في منطقة الرحامنة، شاكرا مجهودات قيادة الحزب من أجل الدفع به نحو الترشح. مصادر أخرى جد مطلعة قالت في اتصالات مع «المساء» إن الاعتبارات تمثلت في أن ترشحه في مراكش، التي تضم 14 مقعدا، كان سيحصد على إثره 9 مقاعد، بينما في حالة ترشحه في الرحامنة التي خصص لها 7 مقاعد سيحصل على ثلاثة مقاعد على أقصى تقدير. إلى ذلك، علمت «المساء» أن انقساما حدث بين قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار على إثر ترشح حميد نرجس باسم الحزب في مراكش. ففي الوقت الذي كان عبد العزيز البنين، وعدد من الوزراء، وأعضاء المكتب السياسي يدفعون بترشحه في لائحة «الحمامة»، ساد تخوف لدى بعض القياديين، وترددوا في اتخاذ القرار، مما جعل الوضع داخل الحزب يتطور، جراء انقسام القيادة، الأمر الذي دفع بأحد الوجوه المعروفة، والمرشحة في لائحة حزب «الحمامة»، إلى التهديد بسحب ترشيحها. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن لقاء جمع بين حميد نرجس وصلاح الدين مزوار، رحب خلاله الأخير بمقترح بعض القياديين الترشح في لائحة التجمع، لكن نرجس رفض أن يتم تفسير ترشحه بأنه رسالة من جهة أو أنه مدعوم من أي جهة. لكن تردد الحزب في الحسم جعل نرجس يعدل عن قرار الترشح، في الوقت الذي ربط عدد من قادة الأحزاب، بما فيها اليسارية، الاتصال بترشحه باسم لائحة الحزب، لكنه اعتذر عن ذلك.