ي الوقت الذي شهدت فيه شبكات التواصل الاجتماعي بالمغرب جدلا واسعا بسبب دعوة بعض الأصوات الحكومة المغربية إلى إقامة شواطئ خاصة بالنساء المحجبات بعيدا عن الاختلاط في مدينة طنجة، طالب حزب بوديموس الإسباني بتخصيص شاطئ خاص لنساء الجالية المسلمة بإسبانيا. وهو الأمر الذي من المنتظر أن يثير جدلا كبيرا داخل الأوساط السياسية والمجتمع الإسباني. وعلل حزب بوديموس الذي يسعى إلى تصدر المشهد السياسي الإسباني خلال الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في دجنبر المقبل بكون إسبانيا أحد أهم البلدان المستقطبة لمهاجرين من دول إسلامية، فضلا عن أن عدد المسلمين بإسبانيا بلغ خلال السنة الماضية، مليون و850 ألف شخص، حسب ما أوضحته الدراسة الديموغرافية للسكان المسلمين، التي أنجزها اتحاد الجاليات المسلمة بإسبانيا بتعاون مع المرصد الأندلسي. تبعا لذلك، سيدرج حزب بوديموس اليساري، الذي يتزعمه بابلو إغليسياس، في برنامجه الانتخابي إقامة شواطئ خاصة بالنساء المحجبات، «حتى لا يشعر النساء المسلمات بإسبانيا بالتمييز» وحتى يتسنى لهن الاستمتاع والاصطياف في ظروف منسجمة مع معتقداتهن» وفق تعبير الحزب الإسباني. وصرح أحد الأعضاء بحزب بوديموس لوسائل الإعلام الإسبانية بأنه يجب تخصيص شواطئ للنساء المسلمات مثلما تخصص شواطئ للعراة والمثليين. حيث قال «إن أكبر دليل على وجود الحرية هو احترام الأشخاص والسماح لجميع الأفراد بالتعبير عن أنفسهم بغض النظر عن الاختلاف، هذا هو أكبر دليل على التسامح والتعايش». وتأتي دعوة الحزب اليساري الإسباني بُعيد الحملة الافتراضية التي أطلقتها ناشطات من مدينة طنجة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، طالبن خلالها الحكومة المغربية بتخصيص شواطئ خاصة بالنساء، من أجل تمكينهن من فرصة الاصطياف في ظروف آمنة ومنسجمة مع تعاليم الدين الإسلامي. ولقيت هذه الحملة تجاوبا كبيرا من قبل المئات من النساء المغربيات الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي، اللواتي يشتكين من أنهن لا يستمتعن بالاصطياف والاستجمام على شاطئ البحر بسبب الاختلاط والمضايقات التي يتعرضن لها في الشواطئ. يذكر أن هذه الحملة لقيت تضامن أزيد من 3000 ناشطة على الفيسبوك. وعلى صعيد متصل، أفادت الجريدة الإلكترونية الإسبانية «ميديتيرانيو ديخيطال» أن حزب بوديموس الإسباني سبق أن طالب الحكومة الإسبانية بمنع احتفالات « مسلمون ومسيحيون»، التي تؤرخ لهزيمة المسلمين في معارك الاسترداد وطردهم من الأندلس أواخر القرن الخامس عشر. حيث يعتبر حزب بابلو إغليسياس أن هذه الاحتفالات بمثابة «إهانة وتحريض ضد الحضور المتزايد للجالية المسلمة بإسبانيا»، فقد سبق للحزب أن صرح لوسائل الإعلام الإسبانية بأنه «لا مكان لاحتفالات مسلمون ومسيحيون في إسبانيا