شهد الصراع الدائر حاليا بين لاعبي اتحاد طنجة ورئيس الفريق عبد الحق البخات تطورات وأحداث دراماتيكية، تمثلت في طرد 15 منهم رفقة عائلاتهم من الشقق التي كانوا يقطنون بها، وذلك في منظر عصي عن الوصف، الأمرالذي خلف استياء عميقا في نفوس المعنيين وكل من حضر الموقف ككل، خصوصا أن الأمر يتعلق بلاعبين كانوا إلى وقت قريب يزرعون البسمة في نفوس جميع جماهير الاتحاد المحلي. ونقل شهود عيان تابعوا الموقف أن عملية الإجلاء لم تحترم الضوابط القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، بل التجأت فيها إدارة الفريق إلى الاستعانة ب»فيدورات» لطرد اللاعبين، زارعين في نفوس أبنائهم وذويهم هلعا كبيرا. وعزا لاعبو الفريق الطنجي ردة الفعل هاته إلى تذمر إدارة الفريق من الخرجات الإعلامية التي شرحوا من خلالها للرأي العام الوطني والمحلي أسباب إضرابهم عن التداريب قبل أيام قليلة، فضلا عن رسالة احتجاج وجهوها إلى رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الثلاثاء الأخير، حيث فوجئوا أثناء عودتهم من عاصمة المملكة بتغيير أقفال الشقق التي كانوا يسكنونها، ما حدا ببغضهم إلى قضاء ليلة الأربعاء كاملة في العراء، في ظل البرد القارس الذي يميز ليالي المدينة وكذا الحالة المادية المتدهورة التي يمرون بها. أما البعض الآخر فقد توسل لجيرانه لإيواء زوجاتهم وأبنائهم في منظر يصعب وصفه. وهو ما فرض عليهم وضع شكاية في الموضوع لدى الدوائر الأمنية بتهمة استعمال العنف وعدم إتباع المساطر القانونية الخاصة بالإفراغ . وكان خمسة عشر لاعبا(عزيز الكيناني، يونس جليل، الحسين رجاء الله، أمين الأشهب، كريم الجوهري، منير الصيباري، إبراهيم أوشريف، جلال اجبيل، حسن أوشريف، عماد أيت عزة، قميص صفوان، هشام خالي، صابر عز الدين، هشام مصباح، محمد مسعيد) قد رفعوا رسالة تظلم إلى رئيس الجامعة صباح الأربعاء طالبوا فيها برفع الضرر الذي لحقهم جراء ما أسموه «ممارسات لا مسئولة» من طرف رئيس الفريق، مناشدين الفهري بالتدخل شخصيا لوضع حد لمعاناتهم، متهمين بالمناسبة البخات بقطع خدمات الماء والكهرباء عن الشقق التي كانوا يسكنون بها، ما اضطر أبناءهم لمراجعة دروسهم على ضوء الشموع. وطالب المحتجون كذلك من رئيس الجامعة رفع الضرر المعنوي الذي لحق بهم، مهددين في الوقت ذاته، بتصعيد احتجاجهم إذا لم تنصفهم جامعة الكرة، واللجوء إلى الاعتصام والإضراب عن الطعام إذا لزم الأمر حسب تعبير اللاعب محمد مسعيد. وشدد اللاعبون على أن مطالبهم تتلخص زيادة على كل ما ذكر في ضرورة وضع حل عاجل لمشكل تأخر صرف رواتبهم الشهرية ومنح المباريات، والتأخر في أداء نصف الشطر الأول من منحة التوقيع، وعدم التوفر على زي موحد كباقي الفرق الوطنية، والتهاون في علاج اللاعبين المصابين، وعدم توفير الأدوية لهم. من جهته كذب عبد الحق البخات رئيس فريق اتحاد طنجة كل هذه الأنباء، مشيرا إلى أن الفريق أوفى بجميع التزاماته، بما في ذلك صرفه للمستحقات المالية للاعبين في موعدها، وأن آخر ما تبقى بذمة النادي لفائدة اللاعبين كان الأجر الشهري الخاص بشهر نونبر وأنه صرفه لهم قبل موعد عيد الأضحى المبارك، منعا لكل احتجاج، رغم أن اتفاقا سابقا جرى بينه وبين اللاعبين قضى بتأجيل صرف الأجر الشهري إلى غاية العاشر من شهر دجنبر. علما أن النتائج السلبية التي حققوها والتي جعلت الفريق يحتل المرتبة 6 برصيد 17 نقطة أدت إلى ابتعاد الجماهير عن الملعب، وهي خسارة يراها البخات مزدوجة، لكونها تحرمه من مصدر هام لجلب المال، إضافة إلى أنها تفقده أحد أكبر أسلحته وهي المساندة والحماس الجماهيري. وشدد البخات أنه وبالنظر إلى هذا التصرف الذي وصفه ب»غير اللائق» واستنادا إلى بنود العقد الذي ربط النادي باللاعبين فقد قرر التخلي نهائيا عن 15 منهم، وأنه أشعرهم بذلك بواسطة رسالة مضمونة عبر البريد، ما سيحرمهم تلقائيا من الجزء الثاني من منحة التوقيع، كما سيخلي مسؤولية النادي من أي تعهد، وأبرز البخات أنه كان سخيا مع جميع اللاعبين المجلوبين بعد تدخل خاص من مدرب الفريق أمين بنهاشم، حيث مكنهم من أجور شهرية تضاهي ما يتقاضاه لاعبو الدرجة الأولى، حيث إن أقل أجر شهري يتقاضاه اللاعبون يصل إلى 6000 درهم فضلا على منحة التوقيع التي تصل إلى 15 مليون سنتيم وهو مبلغ لا يتقاضاه لاعبون يمارسون ضمن الأندية التي تتنافس على نيل لقب دوري الدرجة الأولى. معتبرا أن كبرياء اتحاد طنجة يجعله يختار كرامة الفريق والمدينة على الخضوع والخنوع لضغوط بعض اللاعبين، مبينا أنه لن يخضع لهذا الابتزاز، وانه يفضل المراهنة على اللاعبين الشباب من خريجي مدرسة الفريق لخوض المباريات المقبلة، في انتظار «الميركاتو» الشتوي الذي سيمكنه من تعزيز الفريق بلاعبين جدد، تتوفر فيهم شروط الاستقامة والكفاءة المطلوبة لتحقيق حلم الصعود.