وجهت وزارة الداخلية صفعة قوية إلى عدد من أصحاب السوابق الانتخابية بمدينة سلا بعد أن سحب بعضهم اللوائح التي تقدموا بها طوعا، فيما تم إسقاط آخرين من طرف عدد من الأسماء التي راهنت على توظيفهم كأرانب انتخابية. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن عددا ممن صدرت في حقهم قرارات عزل، في وقت سابق، بناء عل تقارير المفتشية العامة لوزارة الداخلية، كانوا يراهنون على العودة بقوة في الانتخابات الجماعية مستفيدين من ضعف الإقبال على الترشح، وحاجة عدد من المتنافسين إلى «شناقة» قادرين على ضخ الأصوات في بعض المقاطعات قبل أن يسقط هؤلاء واحدا تلو الآخر. وكان عدد من وكلاء اللوائح قد أشعروا من طرف السلطات بأن الأسماء المدرجة معهم موضوعة في السجل الأسود، ما فرض تعديلها في آخر لحظة، فيما وقعت عملية أخذ ورد في لوائح أخرى، منها لائحة البرلماني رشيد العبدي، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن ورد بها اسم أحد المعزولين كوصيف له. في السياق ذاته، حذر عدد من المرشحين من عودة موضة شيكات الضمان والاعتراف بالدين، بمقاطعة احصين التي يرأسها محمد بنعطية الذي سجل رقما قياسيا في الترحال السياسي، وسبق للقضاء الإداري أن قضى بتغريمه 500 ألف درهم بعد التحاقه ب»البام» قادما من جبهة القوى الديمقراطية. وقالت المصادر ذاتها إن الانتخابات الماضية عرفت «تكبيل» عدد من المستشارين بهذه الطريقة لضمان أصواتهم، وأضافت أن بعض المؤشرات بالمنطقة تؤكد أن نفس الممارسات ستعود بقوة في حال عدم التصدي لبعض السماسرة المعروفين بالمقاطعة. إلى ذلك، حسم جامع المعتصم، مدير ديوان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، في أمر ترشحه وتقدم أول أمس بلائحته بمقاطعة تابريكت بعد تأخير جعل علامات استفهام كثيرة تحوم حول إمكانية ترشحه. ووفق مصادر متطابقة، فإن هذا القرار فرض من طرف بنكيران، بناء على إلحاح شديد من عدد محدود من الأعضاء بمدينة سلا الذين تخوفوا من بداية نهاية الحزب بقلعته الانتخابية، نتيجة تواضع المردودية المقدمة للسكان من طرف مستشاريه الجماعيين، ونواب حزب «المصباح» في البرلمان، وغرقه في الصراعات الشخصية بين عدد من الأسماء التي اتسعت الهوة بينها، خاصة بعد تقديم المعتصم لاستقالته في وقت سابق من منصبه كرئيس لمقاطعة تابريكت وكنائب للعمدة. وأضافت المصادر ذاتها أن المستفيد الأكبر من عودة المعتصم يتمثل في بعض مستشاري الحزب المقربين منه، ممن كانوا يأملون في تعزيز مواقعهم الانتخابية قبل أن يتم تقزيم حضورهم، ما جعلهم يقدمون سيناريوهات استعملت كفزاعة لإرغام المعتصم على العودة، وهي ذات الأسماء التي هللت لعودته على أنها انتصار. وقالت المصادر ذاتها إن عودة المعتصم ستكون محفوفة بالحرج أمام الناخبين لكونه قدم استقالته بناء على انتقادات شديدة وجهت له من طرف منتسبي الحزب في لقاءات داخلية، بسبب غيابه الدائم، وعدم متابعته لأشغال المجلس الجماعي بعد تعيينه مديرا لديوان بنكيران، وعضوا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهي الأسباب ذاتها التي لاتزال قائمة إلى الآن.